قوات الاحتلال الإسرائيلي

ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي، أمس، مجزرة جديدة في مخيم جنين راح ضحيتها ستة شهداء من بينهم منفذ عملية حوارة الأخيرة جنوب نابلس، وإصابة ما لا يقل عن 26 مواطنا وصفت إصابات عدد منهم بأنها خطيرة، وتدمير منزل كان هدفا للقصف بالصواريخ المضادة للدروع، وذلك خلال عملية عسكرية واسعة النطاق شنتها تلك القوات في الجهة الجنوبية من المخيم شاركت فيها عشرات الآليات العسكرية وجرافات ساندتها عدة مروحيات حربية من نوع "أباتشي" وطائرات مسيرة تمكن المقاومون من إسقاط اثنتين منها، فيما أعلن الاحتلال عن إصابة 3 من أفراد وحدات "اليمام" الخاصة خلال الاشتباكات المسلحة التي كان المخيم مسرحا لها.

وأعلنت وزارة الصحة، عن ارتقاء الشهداء: محمد وائل غزاوي (26 عاما)، طارق زياد مصطفى ناطور (27 عاما)، معتصم ناصر الصباغ (22 عاما)، زياد أمين الزرعيني (29 عاما)، من مخيم جنين، محمد أحمد سليم خلوف (22 عاما) من بلدة برقين غرب جنين، وعبد الفتاح حسين خروشة (49 عاما) من مخيم عسكر القديم قرب نابلس، والذي تتهمه سلطات الاحتلال بتنفيذ عملية حوارة الأخيرة جنوب نابلس، الأسبوع الماضي، والتي أسفر عنها مقتل مستوطنين اثنين، بعد أن اعترض مركبتهما على الشارع الرئيس وسط بلدة حوارة وأطلق النار عليهما عن قرب، قبل أن يلوذ بالفرار، بينما أصيب 26 مواطنا بالرصاص الحي، بينهم 3 إصابات وصفت بالخطيرة.

وفي التفاصيل، روى شهود عيان لـ"الأيام"، أن قوات إسرائيلية خاصة من وحدات النخبة "اليمام"، تسللت إلى محيط منزل المواطن إياد عزمي حسينية وهو والد الشهيد أمجد حسينية والذي استشهد برصاص قوات الاحتلال في السادس عشر من آب العام 2021، وتواصل سلطات الاحتلال احتجاز جثمانه.وأضاف الشهود: إن القوات الخاصة تسللت إلى محيط منزل حسينية بواسطة شاحنة تحمل لوحة التسجيل الفلسطينية، وفور انكشاف أمرها من قبل المقاومين ممن خاضوا اشتباكا مسلحا معها وتمكنوا من إصابة اثنين من أفرادها على الأقل، بدأت قوات كبيرة من جيش الاحتلال باقتحام تلك المنطقة الواقعة على أطراف المخيم وتحديدا في الجهة الجنوبية منه، معززة بعشرات الآليات العسكرية وجرافات تساندها عدة مروحيات قتالية من طراز "أباتشي" حلقت على ارتفاع منخفض وعدة طائرات مسيرة تمكن المقاومون من إسقاط اثنتين منها ومصادرتهما، وفقا لمقاطع فيديو تناقلتها مواقع التواصل الاجتماعي.

وروى المواطن إياد حسينية أن قوات الاحتلال طالبته عبر مكبرات الصوت بالخروج من منزله الذي كان محاصرا وسط اشتباكات مسلحة كانت عنيفة للغاية، وما أن بلغ مدخل المنزل حتى باغتته تلك القوات بإطلاق أول صاروخ أصاب المنزل بشكل مباشر، ومن ثم بدأت بإطلاق الرصاص بشكل كثيف واستهداف المنزل بعدة صواريخ مضادة للدروع، بشكل تسبب بتدميره بشكل كامل.

وسرعان ما تحول مخيم جنين بعد أن أطلق المقاومون صافرات الإنذار فيه إيذانا ببدء تعرضه لعملية اقتحام من قبل قوات الاحتلال، إلى مسرح للاشتباكات المسلحة العنيفة والتي تركزت على أطراف المخيم ومشارفه، في وقت لجأت فيه القوات المقتحمة إلى احتلال عدد من المنازل والبنايات المطلة على المخيم وتحويلها إلى ثكنات عسكرية ومواقع لتمركز وحدات "القناصة" من جنودها.

وكان الشهيد الزرعيني وهو ضابط في جهاز الضابطة الجمركية ومن بعده الشهيد الغزاوي وهو أحد أبرز مقاتلي كتائب "شهداء الأقصى" الجناح العسكري لحركة فتح أول الشهداء، حيث اشتبك الزرعيني وفقا لروايات الشهود مع وحدات "اليمام" التي تسللت إلى المخيم بواسطة شاحنة على شكل ثلاجة كبيرة، على مقربة من المنزل المحاصر، فيما اشتبك الغزاوي مع قوات الاحتلال، وأصيبا بعدد كبير من الرصاص.

وأكدت كتائب "شهداء الأقصى"، وكتيبة جنين التابعة لـ"سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، وكتائب "القسام"، في بيانات لها أن مقاوميها خاضوا اشتباكات مسلحة مع قوات الاحتلال ووحدات "اليمام" الخاصة والتي استهدفوها بصليات من الرصاص والعبوات المتفجرة محلية الصنع.وبعد نحو خمس ساعات من الاشتباكات المسلحة التي تحول خلالها المخيم إلى أشبه ما يكون بساحة حرب، انسحبت قوات الاحتلال، بعد ارتكابها المجزرة وتدميرها منزل حسينية، وإعلانها عن اغتيال الشهيد خروشة والذي أكدت وسائل إعلام إسرائيلية نبأ اغتياله على خلفية تنفيذه العملية الأخيرة في بلدة حوارة والتي قتل خلالها اثنان من المستوطنين.

وقالت القناة "12" الإسرائيلية: إن قوات الجيش تمكنت من تصفية منفذ عملية حوارة، واستخدمت مروحية لإجلاء أفرادها المصابين الثلاثة من جنين، في حين أعلنت القناة "13" الإسرائيلية إسقاط طائرة مسيرة تابعة لجيش الاحتلال من قبل مقاومين، في وقت نشر فيه مقاومون مقاطع تظهر تمكنهم من إسقاط طائرتين مسيرتين.وأعلن جيش الاحتلال، عن إصابة 3 جنود من عناصر النخبة "اليمام" خلال الاشتباكات المسلحة التي أعقبت اقتحام مخيم جنين، وتم نقلهم بواسطة مروحية هيليكوبتر إلى مستشفى "رمبام" في مدينة حيفا لتلقي العلاج، وأصيب أحدهم بعيار ناري في كتفه ووصفت إصابته بأنها متوسطة، فيما وصفت إصابة الآخرين بأنها طفيفة وفقا لوسائل إعلام إسرائيلية.

وتمكن المقاومون، من إسقاط طائرتين مسيرتين من طراز "كواد كابتر" تتبعان للجيش الإسرائيلي، حيث أظهر مقطع فيديو نشر على مواقع التواصل الاجتماعي طائرة مسيرة وهي تسقط من السماء، وأظهر مقطع آخر مواطنين يلتقطون الثانية وسط إطلاق هتافات.وقالت مصادر محلية: إن الشهيد خروشة من مخيم عسكر القديم قرب نابلس أسير محرر أمضى عدة سنوات في سجون الاحتلال، واعتقل جيش الاحتلال أبناءه الثلاثة بعد اقتحام منزلهم، تزامنا مع العدوان على جنين، وتمكن رغم الاستنفار الأمني والعسكري لدى أجهزة الاحتلال من الوصول إلى مخيم جنين.

وأفرجت سلطات الاحتلال عن الشهيد خروشة قبل نحو شهرين بعد اعتقال استمر لعدة شهور مع نجله على خلفية تخطيطهما لتنفيذ عمليات ضد أهداف إسرائيلية.وذكرت مصادر من مخيم عسكر القديم، أن الشهيد خروشة أمضى في سجون الاحتلال ما يقارب 8 سنوات تعرض خلالها لعدة جولات من التحقيق، وهو من كوادر حركة حماس.وانطلقت مسيرات جماهيرية ضخمة في مخيم ومدينة جنين من أمام مستشفى الشهيد الدكتور خليل سليمان الحكومي ومستشفى ابن سينا التخصصي، حمل المشاركون فيها وفي مقدمتهم عشرات المقاومين جثامين الشهداء على الأكتاف وسط ترديد هتافات منددة بجرائم الاحتلال.ومن المقرر أن يتم تشييع جثامين الشهداء الستة، اليوم، في وقت أعلنت فيه القوى الوطنية والإسلامية في عدة محافظات عن الإضراب الشامل، اليوم، ودعت إلى المشاركة الجماهيرية الواسعة في تشييع الجثامين.

قد يهمك ايضاً

مستوطنون يعتدون على المواطنين والاحتلال يعتقل 3 شبان وسط الخليل

إصابة مواطنين في هجوم للمستوطنين شرق نابلس