الأسرى الفلسطينين

نعت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، ونادي الأسير، والأسرى داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي والأسرى المحررون، الحاج المناضل عبد الرحيم عبد المحسن محمد سكافي، الذي وافته المنية اليوم السبت، بعد صراع طويل مع المرض.

وأوضحت الهيئة في بيانها، أن المناضل سكافي، رئيس لجنة أهالي الأسرى في الخليل من مواليد عام 1945، من محافظة الخليل.

أصيب سكافي برصاص الاحتلال الإسرائيلي عام 9/9/1969، تغلب على الجروح العميقة بإرادة الحياة، فرضت عليه الإقامة الجبرية بعد خروجه من المستشفى، إلى أن تم إبعاده إلى الأردن.

عاد إلى الوطن، ليمتزج المنفى بالحضور، ويرى أولاده جميعا قد دخلوا السجن خلال الانتفاضتين الأولى والثانية: خضر ومحمد ويوسف ومهند وفهد وعلاء، ويصبح بيته وعائلته هدفا للمحتلين الذين رأوا في هذا الرجل ملهما للناس وأبا لعائلات الأسرى والشهداء والجرحى والمعذبين.

ما زال اثنان من أبنائه يقبعان في سجون الاحتلال، هم يوسف المحكوم أربع مؤبدات وعلاء المحكوم بالمؤبد منذ عام 2004، وقد حمل أبو العبد صوت الأسرى في كل المسيرات والاعتصامات واللقاءات، وحّد الموقف والرؤية، واشغل محافظة الخليل وحركها قوى وعشائر وأفرادا ومؤسسات من أجل أن تبقى قضية الأسرى القضية الحية والأساس.

من يدخل منزل الفقيد سكافي، يشم رائحة السجن والشهداء، فقد استشهد حفيده أحمد على يد قوات الاحتلال، كما فقد حفيدته الصغيرة عبير ابنة ولده يوسف القابع في السجن، حيث توفيت الطفلة عندما رأت والدها على شبك الزيارة وأصيبت بمرض عصبي خطير، وعانت طويلا حتى سقطت شهيدة المرض والأسئلة المؤجلة والحزينة وهي تقول: أين أبي؟

على جدران بيته ترى صور الشهيد أحمد والشهيدة عبير إلى جانب صور أبنائه الأسرى، هدايا من السجن وكلمات مشرقة ووجوه تبرق تستعد للعودة والتحرر من غياهب السجون وظلمات الموت، يسرد لك الحكايات السابقة والحكايات القادمة ويعطيك الموقف والقرار بشموخ وعزة وكبرياء.