غونين سغيف

كانت إسرائيل تفاخر بجواسيسها في المنطقة، وبعمليات الاغتيال التي نفذتها، فيما محيطها عاجز عن اختراقها، هذه الصورة التي حاول الإعلام العبري رسمها وغرسها في عقول العرب، بأن "إسرائيل كيان عصي على الاختراق"، حتى بددت ضربة "الوزير الجاسوس" هذه الصورة الزائفة.

 سيطرت صدمة "الوزير الجاسوس" لصالح إيران، على الإعلام العبري، الذي لم يستوعب الصدمة رغم مضي يومين عليها، صابًّا جام غضبه على حكومات الاحتلال المتعاقبة، ومبديًا تخوفه من وجود مزيد من الجواسيس "النائمين"، فيما السؤال الأبرز عن حجم المعلومات والأسرار التي تمكن "غونين سغيف" من تزويد طهران بها، وعدّ المحلل العسكري في صحيفة "معاريف" يوسي مليمان، ما أسماها فضيحة الوزير "غونين سغيف"، مجرد حلقة جديدة، في سلسلة نجاحات سجلتها المخابرات الإيرانية ضد "إسرائيل"، وانتهت بتجنيد "غونين".

وذهب "مليمان" إلى أبعد من ذلك، قائلًا إن "إيران لا تتجسس فقط داخل إسرائيل، بل تجمع المعلومات عن الأهداف الإسرائيلية واليهودية بدول كثيرة بالعالم، مثل السفارات، والقنصليات، والكنائس، والجاليات في أوروبا، وكل هذه المعلومات يتم الاستفادة منها في تنفيذ العمليات الانتقامية".وعدد "مليمان" بعض النجاحات الإيرانية بالتجسس على "إسرائيل"، ذاكر على سبيل المثال "هرتسل راد"، الذي تم اعتقاله ومحاكمته بالعام 1995، بتهمة التجسس لصالح إيران، و"ناحوم منبر"، التاجر "الإسرائيلي" الذي تم اعتقاله بالعام 1997، بنفس التهمة، و"يتسحاك بريجير"، يهودي حريدي من حركة ناتوري كارتا، تم اعتقاله ومحاكمته بالعام 2013، وآخرهم الوزير "غونين سغيف" 2018.

وسمحت الرقابة "الإسرائيلية"، بكشف النقاب عن واحدة من أخطر عمليات التجسس، والتي نفذها عضو الكنيست الوزير السابق "غونين سغيف" لصالح إيران.وجرى تسليم "غونين" عبر دولة أخرى لـ"إسرائيل"، والتحقيق معه خلال الأشهر الأخيرة في إحدى منشآت جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك) السرية، وسابق الجهاز الزمن منعًا لكشف القضية قبل وصولها إلى نهاياتها، وفق وسائل إعلام عبرية، إذ اتخذ إجراءات أمنية غير مسبوقة من بينها إطفاء كاميرات المراقبة خلال جلسات تمديد اعتقاله بالمحاكم الإسرائيلية.

وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إن "الوزير الجاسوس" تواصل عام 2012 مع السفارة الإيرانية في نيجيريا، وجرى تجنيده لصالح الاستخبارات الإيرانية، وعمل بعدها على مدار ست سنوات على جمع المعلومات الأمنية الحساسة لصالح الاستخبارات الإيرانية، من بينها مواقع منشآت إسرائيلية حساسة ومرافق اقتصادية مفصلية.

وجرى تسليم "غونين" لـ"إسرائيل" في شهر أيار الماضي بناءً على مذكرة اعتقال إسرائيلية، بعد محاولته دخول دولة غينيا الاستوائية في إفريقيا، واعتقل لدى "الشاباك" فور وصوله المطار في "تل أبيب"، واحتُجز في موقع سري دون الكشف عن هويته مع وجود حراسة مشددة عليه خشية محاولته الانتحار.