الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة

كشف مصدر ديبلوماسي في وزارة "الخارجية" الجزائرية، أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة طرح على مبعوث خاص لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وعلى نائب الرئيس الإيراني، مبادرة تقضي بمفاوضات مباشرة بين الرياض وطهران لتسوية النزاعات في سورية واليمن والعراق.
 
وأكدت طهران، الاثنين، في خطوة تعدُّ تحوُّلاً في المواقف الإيرانية، دعمها التحالف الإسلامي الذي أعلنت عنه المملكة العربية السعودية لمكافحة التطرف، لكنها اشترطت «أن تسبقه خطوات أساسية».
 
وفيما وافقت الخارجية الإيرانية على ترشيح المملكة علي بن حسن بن جعفر سفيرًا في طهران، نقلت وكالة «فرانس برس» عن الناطق باسم الوزارة جابر أنصاري قوله في إيجازه الأسبوعي، إن هناك «جهودًا ديبلوماسية جارية بين إيران والسعودية لإعداد الأرضية لحوار مباشر، من أجل تسوية الخلافات والقضايا الإقليمية».
 
وأضاف أن لدى الجمهورية الإسلامية في إيران سياسة ثابتة في شأن آلية مكافحة التطرف، مشيرًا إلى «الضريبة الكبيرة التي دفعها المجتمع الدولي خلال العقد الأخير بسبب التطرف... والإيرانيون تحملوا القسط الأوفر منها».
 
وأوضح أن إيران، و«استنادُا إلى هذه السياسة الثابتة، ترحِّب بأي جهد لمواجهة التطرف»، لافتًا إلى ضرورة اتخاذ «بعض الخطوات الأساسية» لتفعيل هذه الجهود. مشددًا على أهمية الكيل بمكيال واحد، ومراعاة «سيادة الدول التي تعاني من خطر التطرف»... وإذا تم الالتزام بهذه الأطر، فإن الجمهورية الإسلامية مستعدة للدخول في أي جهد لمواجهة التطرف». حيث يعتبر هذا الموقف الإيراني الأول من نوعه في شأن التحالف الإسلامي الذي أعلنته السعودية وضم 37 دولة، ليست بينها إيران والعراق وسورية وعمان.
 
وذكرت مصادر ديبلوماسية في طهران، إن موافقة وزارة الخارجية الإيرانية السريعة على ترشيح السفير السعودي الجديد الذي سيباشر مهماته خلال أيام، تعكس الأهمية التي توليها طهران للعلاقات مع المملكة في الظروف الراهنة.
 
وذكر أنصاري، ردًا على سؤال صحافي، أن من المهم «استيعاب المملكة العربية السعودية الواقع الذي تشهده المنطقة، وإمكان تفعيل التعاون الإيراني- السعودي في هذا المجال». معتبرًا موافقة طهران السريعة على ترشيح السفير السعودي «خطوة في صعيد تعزيز العلاقات بين البلدين».
 
وقال مصدر ديبلوماسي جزائري إن بلاده عرضت على السعودية وإيران، التفاوض المباشر حول النزاعات في سورية والعراق واليمن، من أجل إعادة الاستقرار إلى المنطقة العربية.
 
وأوضح مصدر في الخارجية الجزائرية أن «الرئيس بوتفليقة قدّم المبادرة الى النائب الأول للرئيس الإيراني اسحاق جهانغيري، الذي زار الجزائر الأربعاء والخميس الماضيين، في حين تم إبلاغ المبادرة إلى مبعوث خاص لخادم الحرمين الشريفين زار الجزائر الأسبوع الماضي، والتقى وزير الخارجية وبوتفليقة».
 
وأشار المصدر الديبلوماسي الى أن «المبادرة الجزائرية تتضمن دعوة البلدين الى التفاوض المباشر للمساهمة في تسوية النزاعات المسلّحة في المنطقة العربية، من خلال استغلال علاقات كل بلد ونفوذه للتهدئة وإعادة الاستقرار إلى المنطقة.