كنيسة الروم الأرثوذكس

وصل إلى المدينة المقدسة، صباح السبت، وفد من مسيحيي مدينة غزة الذين تمكنوا من الوصول الى مدينة القدس لمناسبة الأعياد المجيدة واستهل الوفد زيارته للمدينة المقدسة بلقاء المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس الذي رحب بوصول الوفد الآتي من القطاع الحبيب وقدم المطران التهنئة لأعضاء الوفد لمناسبة عيد الميلاد المجيد خاصة أولئك الذين احتفلوا بالميلاد حسب التقويم الغربي وكذلك أولئك الذين سيحتفلون بعيد الميلاد حسب التقويم الشرقي يوم الـ7 من يناير/ كانون الثاني.

وقال المطران حنا في كلمته إنه "تعددت التقاويم ولكن رسالة العيد واحدة وهي رسالة المحبة والأخوة والرحمة والسلام، ونحن في هذا الموسم المبارك ومن أرض الميلاد والتجسد والفداء نؤكد انتماءنا لقيم إيماننا وتراثنا الروحي كما ونؤكد أيضا أن جذورنا عميقة في تربة هذه الأرض، نحن فلسطينيون ندافع عن أعدل قضية عرفها التاريخ الإنساني الحديث، والمسيحيون في هذه الأرض المقدسة ليسوا أقلية في وطنهم بل هم مكون أساسي من مكونات هذه الأرض المقدسة وشعبها وقضيته العادلة".

وأضاف: "نلتفت إلى أبنائنا في قطاع غزة ونقول لهم إنكم تعيشون في هذا القطاع وتعانون كما يعاني شعبنا هناك، فالممارسات الظالمة التي تستهدفنا كفلسطينيين لا تستثني أحدا على الإطلاق، كلنا مستهدفون ما دمنا فلسطينيين متمسكين بانتمائنا لهذه الأرض ومدافعين عن عراقة وجودنا وثباتنا وصمودنا في هذه البقعة المباركة من العالم".

وتابع رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس، أن ما حدث في قطاع غزة خلال الأعوام الماضية لا يمكن وصفه بالكلمات فالعدوان الإسرائيلي والحصار المتواصل أديا إلى كثير من المآسي الإنسانية التي جعلت أهلنا في قطاع غزة يعيشون في وضع أسوأ من العالم الثالث في ظل الحصار الممارس بحقهم والذي أدى إلى كثير من المآسي الإنسانية والحياتية والاجتماعية والاقتصادية وتصلنا بشكل يومي تقارير ومعلومات تقشعر لها الأبدان بشأن معاناة أهلنا هناك والذين يعيشون كأنهم في سجن كبير.

وأوضح رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس: "المسيحيون في قطاع غزة أصبحوا قلة في عددهم لكنهم ليسوا أقلية ونحن نتمنى من مسيحيي غزة الباقين فيها أن لا تكون ثقافتهم ثقافة الأقلية، أنتم مكون أساسي من مكونات مجتمع غزة وأنتم مطالبون كما كنتم دوما بأن تكونوا ملحا وخميرة ومصدر خير وبركة في خدمة الإنسان في هذا الوطن الذي نعيش فيه وفي هذه الأرض المقدسة التي ننتمي إليها والتي نعشق ترابها وننتمي إلى تاريخها وتراثها وهويتها".

وختم بالقول: "فلتكن معنوياتكم عالية ولا تخافوا ولا تستسلموا لثقافة الإحباط والقنوط واليأس والخوف، فنحن أصحاب قضية عادلة ولا يضيع حق وراءه مطالب".
كما تحدث المطران حنا في كلمته عن روحانية عيد الميلاد المجيد كما وجه بعض الرسائل الروحية والوطنية لأبناء رعيتنا الموجودين في غزة، كما قدم بعض التذكارات والهدايا الميلادية وأجاب عن عدد من الأسئلة والاستفسارات.​