الأسير عبد الفتاح زامل

رغم محاولات الاحتلال المتعددة لخنقه، إلا أنَّه يزرع الأمل ليكون غذاء روحه، وقبلته في الصمود والتمسك بالحياة، هو الأسير عبد الفتاح زامل (40عامًا)، من مدينة نابلس، والمحكوم بالسجن 24 عامًا، بقي له 12 عامًا منها، إلا أنه اختصر كل هذه الأعوام، وعقد قرانه على ابنة عمته خلود فيصل.

وتروي خلود بفرح انتزعته من مرارة الحياة، "كان من المفترض أن يكون عقد قراننا هذا قبل اثني عشر عامًا، إلا أنَّ الظروف التي وضع فيها عبد الفتاح منعتنا من ذلك، لكن الخطبة بهذا الشكل كانت مطروحة منذ الأعوام الأولى لكن رفض الأهل وتخوفهم منعهم من الموافقة، وبعد كل هذه الأعوام لم يكن بيدهم غير الموافقة".

وتضيف خلود البالغة من العمر 34 عامًا، في مقابلة إلى "فلسطين اليوم"، "لم أزر عبد الفتاح منذ عقد القران، لكنهم نقلوا لي قولة بأنَّه سعيد جدًا، وقد ذاق طعم التحرر في ذلك اليوم، وأحس أنَّ هناك من يقف معه خارج السجن وينتظر عودته ليشاركه سنين عمره".

وتشير خلود إلى أنَّ الأسرى احتفلوا بعبد الفتاح داخل السجن، رغم ما يعانوه مع اضطهاد وتنكيل، خصوصًا في هذه الفترة الحالية، حيث يعانون في سجن النقب من برد الشتاء الشديد.

خلود التي تعمل في ديوان الموظفين وطالبة الماجستير في بناء المؤسسات وتنمية الموارد البشرية تؤكد أنَّه لا شيء يكسر إرادة الإنسان، ليس في موضوع الزواج فقط، مضيفة "كلما أمل بأن يتحرر عبد الفتاح قبل انتهاء مدة محكومتيه".

وعبَّر والد الأسير رياض زامل في حديثه إلى "فلسطين اليوم" عن فرحته بعقد قران ابنه، مؤكدًا أنَّ مجمل ما قضاه ابنه في الأسر 18 عامًا، وبين حكمه الأول وحكمة الثاني قضى 3 أعوام مطارد، مضيفًا أنَّه تم عقد القران في المحكمة الشرعية في مدينة نابلس، وكان شقيق العريس وكيلًا عنه.

وقال "نفتخر بهذه الفتاة ونعتز بوجودها معنا بيننا، فهي أصرت ألا تترك شخصًا ناضل من أجل قضية بلاده، واعتبرت أن على الجميع أن يقدروا تضحيته ويقفوا إلى جانبه".