وزارة الخارجية

أدانت وزارة الخارجية ظاهرة عمليات الدهس التي يرتكبها مستوطنون ضد المواطنين الفلسطينيين، وتناميها، والإهمال الرسمي الإسرائيلي لهذه الظاهرة.

وأوضحت الوزارة في بيان لها، اليوم الخميس، أنها تصاعدت في الآونة الأخيرة عمليات الدهس التي يرتكبها مستوطنون ضد المواطنين الفلسطينيين ويلوذون بالفرار من المكان، كان آخرها قيام مستوطن بدهس المسنة الفلسطينية زينب الرشايدة ووفاتها نتيجة للإصابة، وإصابة ابنتها بجروح خطيرة في قرية فصايل بالأغوار، وكذلك قيام مستوطنة إسرائيلية بدهس الطفلة رغد عزات وإصابتها بجروح متوسطة شمال القدس، وإقدام المستوطنة (عنات كوهين) قرب الحرم الإبراهيمي في الخليل بدهس رجل وامرأة فلسطينيين.

وقالت الوزارة إنها "إذ تنظر بخطورة بالغة لهذه العمليات، فإنها تعتبرها شكلا من أشكال الإعدامات الميدانية، والقتل خارج القانون، يقوم بها مستوطنون يقودون سياراتهم ويتحركون بحرية، وهم حاملو أسلحتهم في جميع أنحاء الضفة المحتلة".

ورأت الوزارة "أن عمليات الدهس تلك يمكن أن تكون حالات فردية، أو جزءا من توجه جماعي لمجموعات المستوطنين المطرفين التي تعمل على قتل الفلسطينيين عبر دهسهم، والهروب من المكان. وما لفت انتباه الخارجية تكرار مثل هذه الحالات في فترة زمنية قصيرة، بما يعكس ظاهرة آخذة في النماء دون توثيق أو متابعة جدية من قبل الشرطة الإسرائيلية أو سلطات الاحتلال، كونها المسؤولة عن توفير الأمن والأمان للمواطنين القابعين تحت الاحتلال حسب اتفاقيات جنيف والقانون الدولي، إلا إذا كانت عمليات الدهس هي جزء من خطة يتم تنفيذها بشكل متكامل وبالتنسيق بين كافة عناصر الجريمة من مستوطنين إرهابيين وبغطاء قانوني إسرائيلي، وبحماية شرطية كما يحصل إزاء كافة الجرائم التي يرتكبها المستوطنون ضد المواطنين الفلسطينيين بشكل يومي".

وأكدت الوزارة أن هذه الظاهرة المتنامية يجب أن تلفت اهتمام المجتمع الدولي، وأن تدان بشكل مباشر على المستوى الدولي ومؤسساته، خاصة أن الشرطة الإسرائيلية لم تفتح أي تحقيق جدي في مثل تلك الحالات مهما كان مستواها، وبالعكس نلاحظ وجود حالة من اللامبالاة والإهمال الكامل من قبل سلطات الاحتلال المختصة التي تسارع إلى اعتبارها (حوادث طرق اعتيادية)، لا سيما أن ضحايا عمليات الدهس فلسطينيون، بينما المجرم هو مستوطن إسرائيلي.

وطالبت الوزارة في بيانها المجتمع الدولي بأن يرفع صوته عاليا في إدانة هذه الظاهرة، ودعت الإعلام العالمي أن يلتقطها ويركز عليها، بما يشكل حالة ضغط على سلطات الاحتلال لإجراء تحقيقات جدية في ملابساتها ودوافعها، آخذة بعين الاعتبار ما تلتقطه كاميرات المراقبة، وما يقوله شهود العيان.

من جهة أخرى، دعت الوزارة أبناء شعبنا إلى اتخاذ الحيطة والحذر أثناء تحركهم على الشوارع التي يرتادها المستوطنون، والانتباه لحركة مركباتهم لتجنب مثل تلك العمليات