مستشفى المقاصد الخيرية الإسلامية

أطلع مدير عام مستشفى المقاصد الخيرية الإسلامية رفيق الحسيني، اليوم الأحد، وفداً مشتركاً من منظمة الأمم المتحدة، على الانتهاكات الإسرائيلية بحق المستشفى والطواقم الطبية العاملة فيه.

وضم الوفد الضيف، الذي ترأسه نائب المنسق الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، منسق الشؤون الإنسانية للأراضي الفلسطينية المحتلة روبرت بيبر، ممثلين عن منظمة الصحة العالمية، ومنظمة اليونيسف، ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية 'أوتشا'، وصندوق الأمم المتحدة للسكان.

واستعرض الحسيني، اعتداءات الاحتلال على المستشفى، والمتمثلة باقتحام الجنود المدججين بالأسلحة، حرم المستشفى وترهيب المرضى والموظفين على مدار ثلاثة أيام متتالية، الأمر الذي بات يخلق قلقاً وخوفاً من أن يتكرر في أي وقت في المستقبل.

وقال: 'لا نعلم سبباً لما تقوم به قوات الاحتلال فالجريح ذو الخمسة عشر عاماً معتقل لديهم، ومع ذلك فقد جاؤوا بقرار فوري من المحكمة؛ للبحث عن ملفه الطبي في اليوم الأول، ومن ثم جاؤوا في اليوم التالي للاستيلاء على كاميرات المراقبة، واستجوبوا الأطباء والممرضين الذين أشرفوا على حالة الجريح'.

وأوضح الحسيني أن إطلاق قنابل الغاز كان قريبا جدا من قسم الأطفال حديثي الولادة، الأمر الذي كان سيشكل خطراً محدقاً على حياة الاطفال الخدّج في حال وصول إحدى تلك القنابل لنوافذ القسم.

وأضاف: 'ليس من مهام المستشفى أن تصدر تقارير للاحتلال حول المرضى أو المصابين الذين يفدون إلى المستشفى للعلاج، فملف المريض الطبي سري، وإدارة المستشفى لن تخل بالثقة المبنية بين المريض والمستشفى'.

وجدد الحسيني دعوته للوفد وللهيئات الدولية بضرورة الوقوف إلى جانب المقاصد، والدفاع عنها ومعاونة إدارة المستشفى في إيصال الرسالة الإنسانية إلى العالم ومنظمة الامم المتحدة، من أجل الضغط على حكومة الاحتلال لإنهاء هذه التصرفات التي أصبحت تمارس بشكل شبه يومي.

وشدد على ضرورة إيصال رسالة للمجتمع الدولي بضرورة إنهاء هذه الاعتداءات وإعادة الحصانة للمستشفيات، ووضع حد لقوات الاحتلال التي تتعالى على القانون الدولي وكافة الأعراف والمواثيق الإنسانية، معتبراً الممارسات الإسرائيلية تصرفات عنجهية لا تقوم بها قوات الاحتلال تجاه المستشفيات الإسرائيلية مهما كانت الظروف.

من جهته، قال بيبر إن ما حدث مؤخرا في مستشفى المقاصد من انتهاك لحرمته يعتبر أمراً مقلقا لمنظمة الأمم المتحدة والهيئات المنبثقة عنها، وأكد أن الوفد سيقوم بمناقشة التفاصيل التي تم ذكرها، وعرضها على منظمات المجتمع الدولي في اجتماع خلال الأسبوع الجاري، ورفع القضية على الحكومات التي يمثلها الوفد، إضافة إلى دراسة إصدار بيان يدين مثل هذه التصرفات.

وقال ممثل منظمة الصحة العالمية جيرالد روكنشاوب؛ إن ما حصل يؤكد أنه لم تعد المؤسسات الطبية والصحية في الأراضي الفلسطينية المحتلة تمتلك حصانة وحماية من الانتهاكات والاقتحامات، لدرجة استباحة مبنى المستشفى للبحث عن المصابين، وتفتيش مركبات الإسعاف التي تقل الجرحى وتنقلهم إلى الطوارئ، مؤكداً أن على المنظمات الدولية اتخاذ خطوات جادة من أجل وضع حد لهذه الأحداث التي تكررت في الآونة الأخيرة في مستشفى المقاصد وعدد آخر من مستشفيات القدس الشرقية.

من جانبه، قال رئيس جمعية الهلال الأحمر يونس الخطيب، إن على الوفد الزائر العمل من أجل اتخاذ إجراءات وقائية لمنع تكرار هذه الحوادث في المستقبل، ومنع الإسرائيليين من انتهاك القوانين وخطف الجرحى من سيارات الإسعاف وإلقاء قنابل الصوت والغاز.

ودعا الوفد إلى عرض القضية على الحكومات التي يمثلونها وإيصال رسالة بأن الوضع الطبي في فلسطين في خطر حقيقي، والحق بالحصول على العلاج بات مهدداً في ظل ما ترتكبه قوات الاحتلال من إجراءات تعرقل وصول المرضى، لافتاً إلى أهمية مناقشة التفاصيل مع المجتمع الدولي إلى جانب إصدار بيان استنكار.

يذكر أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر أصدرت يوم الجمعة بياناً أعربت فيه عن قلقها من الصعوبات التي تواجهها المستشفيات في القدس الشرقية لتوفير الرعاية الطبية والخدمة الصحية في ظل الوضع الحالي، ودعت إلى ضرورة مراعاة الإجراءات الأمنية المشروعة المتبعة في ضمان الحصول على الرعاية الصحية، وعدم عرقلة الخدمات الطبية أو تهديد أو تخويف الموظفين والمرضى.