مواجهات مع الجيش الإسرائيلي

أكدت مصادر فلسطينية على أنّ عشرات الفلسطينيين قُتلوا وأصيب المئات بالرصاص الحي في مواجهات مع الجيش الإسرائيلي قرب السياج الفاصل بين قطاع غزة وإسرائيل، وذلك تزامنا مع تدشين السفارة الأميركية في القدس وسط تحذيرات من تصعيد خطير.

أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية ارتفاع عدد قتلى مواجهات الإثنين، شرق غزة قرب السياج الفاصل بين القطاع وإسرائيل إلى 37 قتيلا وأكثر من 1700 مصاب.

واتهمت الحكومة الفلسطينية إسرائيل بارتكاب "مذبحة رهيبة" في قطاع غزة، بعد مقتل نحو ثلاثين فلسطينيا وإصابة المئات في مواجهات على الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل قبل ساعات من تدشين سفارة الولايات المتحدة في القدس، وطالب المتحدث باسم الحكومة يوسف المحمود في بيان نشرته وكالة "وفا" الرسمية للأنباء "بتدخل دولي فوري وعاجل لوقف المذبحة الرهيبة التي تقترفها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق أبناء شعبنا البطل في قطاع غزة".

من جهته، اتهم الجيش الإسرائيلي حركة حماس التي تدير غزة بتحريض الفلسطينيين على اختراق السياج الحدودي الإسرائيلي، وقالت إن الجنود يستخدمون الذخيرة الحية لوقفهم، وأعلن الجيش الإسرائيلي وضع قواته في حالة تأهب قصوى، وأكد أنه سيضاعف عدد وحدات جيشه المقاتلة حول قطاع غزة وفي الضفة الغربية المحتلة، كما ستتم تعبئة نحو ألف شرطي إسرائيلي في القدس لضمان الأمن في السفارة ومحيطها.

وحسب المصادر فإن قوات إسرائيلية أطلقت قنابل غاز وأخرى حارقة بشكل مكثف باتجاه خيام العودة المقامة على بعد مئات الأمتار من السياج الفاصل، وأضافت أن عشرات الشبان الفلسطينيين اجتازوا السياج الحدودي الفاصل شرق غزة وأضرموا النار في إطارات سيارات في الجانب الإسرائيلي من الحدود، وبذلك يرتفع عدد القتلى الفلسطينيين إلى 82 وإصابة أكثر من ثمانية آلاف آخرين بجروح وحالات اختناق منذ بدء مسيرة العودة الشعبية على أطراف قطاع غزة في 30 آذار/ مارس الماضي.

ومن المتوقع أن تتصاعد حدة المواجهات خلال ساعات نهار اليوم في ظل دعوة الهيئة الوطنية لمسيرة العودة إلى أكبر تجمع شعبي اليوم على الأطراف الحدودية ضمن ما أسمته "يوم العبور".

ومنذ صباح الإثنين بدأ آلاف الفلسطينيين بالتوافد إلى المناطق الحدودية الشرقية عبر حافلات جرى تجهيزها في المفترقات والميادين العاملة. وتتزامن تظاهرات الإثنين مع إحياء الذكرى السبعين ليوم النكبة الفلسطينية والاحتفال بنقل السفارة الأميركية لدى إسرائيل من تل أبيب إلى مدينة القدس، وتطالب احتجاجات مسيرة العودة في غزة بحق عودة اللاجئين الفلسطينيين وكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ 11 عاما.

من جهته، قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إن الولايات المتحدة خسرت دورها كوسيط في منطقة الشرق الأوسط بنقل سفارتها في إسرائيل إلى مدينة القدس، وأضاف في كلمة بمؤسسة تشاتهام هاوس البريطانية "اختارت الولايات المتحدة بخطوتها الأخيرة أن تكون جزءا من المشكلة لا الحل وخسرت دور الوساطة في عملية السلام".

ويشكل نقل السفارة، وهو أحد وعود الحملة الانتخابية لترامب، قطيعة مع عقود من السياسة الأميركية والإجماع الدولي إذ يعتبر وضع القدس أحد أكثر المسائل الشائكة في النزاع الإسرائيلي الفلسطيني.

ويتم تدشين السفارة الأميركية في احتفال الإثنين تزامنا مع الذكرى السبعين "لقيام دولة إسرائيل"، وفق التقويم الغريغوري، ويتزامن افتتاح السفارة قبل يوم من الذكرى السبعين للنكبة، عندما نزح أكثر من 760 ألف فلسطيني في حرب 1948.​