شارفت مؤسسة (الاقصى للوقف والتراث) على وضع اللمسات الأخيرة لبناء مئذنة مسجد المجادلة التاريخي العثماني في مدينة عكا حيث قامت مؤخرًا بتركيب صنوبرة المئذنة التي بلغ ارتفاعها نحو ستة أمتار فيما يبلغ ارتفاع مئذنة المسجد نحو 35 مترًا. وتعد هذه المرحلة ما قبل الأخيرة من أعمال ترميم مئذنة المسجد، حيث شرعت المؤسسة وبدعم من جمعية "ميراثنا" التركية بمشروع ترميم مئذنة المسجد قبل ستة أشهر. وتمحورت أعمال المشروع بتفكيك كامل حجارة المئذنة، وإعادة بنائها وترميمها من جديد، خاصة بعد ظهور تصدعات كبيرة فيها من الداخل والخارج والذي نتج عن تشققات كبيرة على طول العامود المركزي. وقالت المؤسسة إنها استدعت أخصائيًا في الترميم المملوكي والعثماني وخلص إلى أن وضع المئذنة الهندسي خطر جدًا نتيجة وجود الكثير من التشققات والتصدعات الداخلية والخارجية الكبيرة والصغيرة خاصة التصدعات الكبيرة جدًا في العامود المركزي الذي يتوسط المئذنة والذي يتحمل معظم الوظائف الهندسية مما يشكل خطرًا على حياة المارة. وخلال المشروع تم تفكيك صنوبرة المئذنة مع الحفاظ على الهيكل القائم لاستعماله كقالب جاهز للصنوبرة الجديدة، كما تم تفكيك الحجارة وتصنيفها حسب مجموعات وأرقام. وبلغ عدد أطواق المئذنة 100 طوق وإجمالي حجارتها 2000 حجر، وهذه طريقة لم يسبق أن تم العمل بها في ترميم مساجد فلسطين، حيث هدف ذلك الحفاظ عليها واستعمال الصالح منها في عملية إعادة البناء. وقال مدير مؤسسة الأقصى أمير خطيب إن عملية الترميم هذه تأتي للحفاظ على الطابع الإسلامي لمدينة عكا العريقة، شاكرًا كل من ساهم ودعم هذا المشروع الضخم. ولم تخضع مئذنته المسجد منذ عام 1910 لأعمال صيانة الأمر الذي دفع بمؤسسة الأقصى بتبني عملية الترميم والصيانة وبدعم من جمعية "ميراثنا" التركية لحماية التراث العثماني بتكلفة تقدّر بنحو مليون شيكل. يذكر أن المسجد بني عام 1810م في عهد سليمان باشا العادل (والي صيدا ما بين الأعوام 1804-1819) ويمتاز بمأذنته العالية.