ندوة حول العمل الخيري في ميلوز الفرنسية

نظمت الامانة العامة للاوقاف الكويتية بالتعاون مع البنك الاسلامي للتنمية ورابطة مسلمي "الالزاس" في مدينة ميلوز الفرنسية هنا اليوم ندوة حول الوقف والعمل الخيري تناولت النماذج الناجحة للمؤسسات الوقفية في الدول الاسلامية والغربية ودور الوقف في نهضة المجتمعات.

وقال رئيس وفد الامانة العامة نائب الامين العام للمصارف الوقفية محمد الجلاهمة لوكالة الانباء الكويتية (كونا) ان المشاركة في مثل هذة الندوات تاتي للتعريف بالمفاهيم الحديثة والتطبيقات المعاصرة في مجال تنمية المؤسسات الوقفية من خلال مشروع "قطاف" المختص بنقل وتبادل التجارب الوقفية مشيرا الى ان الامانة العامة للاوقاف عقدت أكثر من 25 ندوة وورشة عمل في 20 دولة على مستوى العالم.

وعرض الجلاهمة خلال الندوة التي استمرت يومين وحملت عنوان "رؤية عصرية للعمل الخيري : الادارة والاستثمار مؤسسة الوقف انموذجا" تجربة الامانة العامة للاوقاف الرائدة في مجال الوقف والعمل الخيري والتطوعي لاسيما ان الكويت هي الدولة المنسقة لملف الوقف بدول العالم الاسلامي وذلك بموجب قرار مؤتمر وزراء الاوقاف الذي عقد في العاصمة الاندونيسية جاكرتا.

واوضح ان ندوة فرنسا وفرت الارضية المناسبة للقاء المختصين وتبادل الآراء والخبرات ونقل النماذج الناجحة للمؤسسات الوقفية في عدد من الدول الاسلامية والعربية والغربية في مجال ادارة واستثمار الاوقاف والاستفادة منها في العمل الخيري مما يسهم بشكل كبير في ابراز دور الوقف في نهضة المجتمعات وتقدمها.

واضاف ان المشاركين اكدوا أهمية دور الاوقاف ومؤسساتها في الدول الاسلامية في تعميق هذا المفهوم في المجتمع الاوروبي الذي استمد من الاسلام الكثير من قضايا الوقف وتفريعاته العديدة مشيرا الى ان الندوة اوصت بضرورة العمل على الاوقاف التعليمية والاعلامية باعتبارها احدى محطات التنافس الحضاري والعلمي والتقني والانساني الخيري وليست محطة صراع بين الاديان.

وركزت المحاضرة على أهمية التنسيق بين المنظمات والمؤسسات الخيرية في خدمة الوقف مما يساعد في النهضة بالوقف وتنوع العمل الخيري في المجتمعات ونهضتها وابراز دورها الاجتماعي عبر العمل التطوعي الذي يدعم الاعمال الوقفية ويساعد على تنفيذ نص شرط الواقف في الحجة الوقفية بشكل مباشر وغير مباشر.

واستعرض الجلاهمة عبر الفيديو أحد أهم المشاريع الوقفية بدولة الكويت وهو مجمع السيرة النبوية الذي يضم السيرة العطرة لسيد الخلق رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم منذ مولده حتى وفاته.

وقد اعجب المشاركون بالفيلم واقترحوا ان يقام مثل هذا الصرح في اوروبا او يقام معرض له في مدينة ميلوز فيما تقدم الجلاهمة بالشكر للمنظمين على اقامة مثل هذة الندوة التي تعتبر الاولى من نوعها للوقف في اوروبا وبحضور ممثلي الحكومة الفرنسية وممثلين عن الكنيسة.
وحضر حفل افتتاح الندوة نائب عمدة مدينة ميلوز فاطمة جيي وسماحة الاسقف فانسون ماري ميار ممثلا عن كنيسة (الزاس كولمار) وقدم رئيس وفد الامانة العامة للاوقاف خلال الندوة محاضرة بعنوان "التنسيق والتعاون بين جهات العمل التطوعي في تحقيق التنمية المجتمعية".

وقد تم تقديم اوراق متعددة ضمن محاور الندوة تناولت عدة جوانب مهمة في قضية الوقف وتشجيع المؤسسات الفرنسية الاسلامية على انتهاج العمل المؤسسي الوقفي بشقيه الاستثماري والفكري.

واكد المشاركون في اوراق عملهم ومداخلاتهم الحرص على اهمية تنمية مفهوم المواطنة التفاعلية مع جميع قضايا الوطن مركزين على اهمية الحفاظ على الامن والسلم الاجتماعي ونبذ كافة اشكال الارهاب الفكري والعسكري.

واوصى المشاركون في ختام الندوة بتاسيس هيئة مشتركة تنسيقية وتعاونية بين المسلمين والمسيحيين في الوقف الى جانب التعاون في مجال المنح الدراسية من قبل البنك الاسلامي للتنمية وانشاء صندوق وقفي للطلبة المسلمين.

كما دعوا الى اقامة ندوات وورش عمل لبناء القيادات الاوروبية الاسلامية خاصة في مجال رعاية الاوقاف وتنمية المشاريع الوقفية وانشاء بنك معلومات ودليل شامل للاوقاف الاسلامي والمؤسسات الوقفية في اوروبا وتصنيفها في مجالات عمل متخصصة وتعميم الدليل عبر بوابة الكترونية ليستفيد منها الجميع.

وضم وفد الامانة العامة رئيس قسم مجلة (اوقاف) عبدالله زايد سالم والباحث في ادارة الدراسات والعلاقات الخارجية في الامانة العامة للاوقاف جراح ابراهيم الزيد.

كونا