دعت الحكومة السودانية، الاثنين، جميع الأطراف في مصر إلي وحدة الصف وحقن الدماء، وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية السودانية، السفير أبو بكر الصديق، إن السودان يؤكد ثقته في حكمة الشعب المصري وقدرته حكومة وشعبًا على تجاوز هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ مصر. على الصعيد ذاته كشف الحزب  الحاكم  في السودان "المؤتمر الوطني"، عن اتصالات مكثفة مع مختلف مكونات العمل السياسي في مصر بمختلف توجهاته الفكرية والسياسية، يدعو فيها هذه القوى لوضع وإعلاء قضية الاستقرار في قمة أولوياتها، وأن تعلي من المصالح الوطنية حتى لا تنجرف بلادهم نحو العنف، وأكد المتحدث الرسمي باسم الحزب ياسر يوسف، أن أي حدث تشهده مصر له انعكاساته على بلاده، وأعرب عن أمله في أن تتجاوز مصر هذه الظروف في أقرب وقت، وكان الجيش السوداني أعلن الاثنين، عدم صحة مزاعم أوردتها بعض المواقع الإعلامية، بشأن أسلحة تركية نُقلت عبر اليمن للسودان، ومنه لأحزاب ومجموعات مصرية. وأكد أن ما يجري في  مصر شأن داخلي لا علاقة للقوات المسلحة السودانية به من قريب أو بعيد، ووصف المتحدث الرسمي باسم الجيش السوداني، العقيد الصوارمي، خالد سعد بحسب شبكة "الشروق" الإخبارية، علاقات القوات المسلحة السودانية المصرية، بأنها علاقات أزلية وتاريخية، من ناحية أخري قال نائب رئيس حزب "المؤتمر" الشعبي، إبراهيم  السنوسي، أن الذي حدث في مصر انقلاب عسكري على الشرعية، وقال السنوسي في تصريحات لـ"العرب اليوم"، أن مرسي هو أول رئيس انتخب بانتخابات حرة ونزيهة، مضيفًا أن أمر مصر يهم السودان، وأن مصر لعبت دورًا مهما   في استقلال السودان في العام 1956، وقال السنوسي، لابد أن يسقط حكم العسكر، مضيفًا أنه يستغرب لمواقف الذين نادوا سابقًا في مصر بسقوط  العسكر ويتحالفون معهم اليوم، وأضاف أنه يحسب لمرسي أنه أعطي الحرية حتى لخصومه  وللذين قادوا حملات شرسة ضده في الإعلام، أما الآن فقد كمم العسكر الأفواه ولم يحتملوا وجود  5 قنوات مؤيدة لمرسي الذي أعطاهم  50 قناة، ولم يكتفي العسكر بذلك، بل  قدموا الناس  للمحاكمات، وناشد نائب الترابي الإخوة في مصر  بالسلمية وعدم الوقوع في فخ العنف الذي يراد لهم الوقوع فيه، مؤكدًا أن السيسي، وضع مصر في مأزق وحالة من الفوضى القانونية، وهو الذي يجب أن يخرج مصر من ذلك المأزق، وقال السنوسي، إذا كانت الدول الأوربية ودول  العالم الإسلامي وقفت مساندة لمرسي،  كان من باب أولي  أن تقف  حكومة السودان المجاور لمصر مساندة  لمرسي، ووصف السنوسي موقف حكومة بلاده التي وصفت فيه ما يجري في مصر بالشأن الداخلي، بأنه موقف مخزي. وكانت  القوي الإسلامية والوطنية السودانية نظمت، الاثنين، مسيرة احتجاجية أمام السفارة المصرية في الخرطوم،  وسلمت السفير بيانًا عبرت فيه عن رفضها لما وصفته بالانقلاب الذي قام به وزير الدفاع المصري علي الرئيس المنتخب محمد مرسي، وقال البيان إن الانقلاب المشؤوم أجهض تجربة رائعة قدمت مصر فيها مثالاً ونموذجًا للحرية بعد عشرات الأعوام من مصادرة الحريات العامة، فكان هذا الانقلاب المرفوض ضربة لكل ما تمثله مصر وثورتها الشعبية من شموخ تليق بمصر وشعبها العظيم ومن مناخ الثورات العربية والإسلامية التي أخذت تنتظم الوطن العربي والإسلامي. فكان  الانقلاب نكسة ليست على ثورة مصر في الخامس والعشرين من كانون الثاني/ يناير فقط، وإنما هو نكسة وضربة للربيع العرب والإسلامي و للتطلعات الأمة العربية والإسلامية في استرداد حريتها وحقها في حياة دستورية ومناخ من الحرية والعدل، وأضاف إن مثل هذه الانقلابات العسكرية قد عفي عليها الزمن في العالم وتجاوزتها الإنسانية المتحضرة في أنحاء العالم، و إن مثل هذه الانقلابات درجت عليها المخابرات المركزية الأميركية والصهيونية العالمية وحلفاؤها من القوى الاستعمارية لتثبيت مصالحها الإستراتيجية والاقتصادية في المنطقة و لإقامة أنظمة دكتاتورية عسكرية عملية لها ولقهر إرادة الشعوب. ولكن كل تلك المحاولات قد انهزمت أخيراً على أيدي الشعوب وضربات ومقاومة الشعوب الحرة الباسلة الرافضة لتلك الانقلابات. وأشاد البيان بموقف الاتحاد الأفريقي الذي رفض الاعتراف بالانقلاب في مصر وفقاً لقرارات الاتحاد الأفريقي ومبادئه الرافضة للانقلابات على السلطة الشرعية المنتخبة من قبل الشعب والقائمة على مبادئ العدل والحرية وحكم الدستور والقانون ونزاهة الانتخابات. كما أشاد البيان بموقف تركيا وتونس والنرويج وفرنسا وايطاليا وبلجيكا والشعوب الحرة. وقال البيان إن  المسيرة تعبيراً عن رفض  للانقلاب في مصر وللوقوف مع شعب مصر الحر في رفضه ومقاومته لهذا الانقلاب على الرئيس الشرعي ولا رئيس سواه، ووصف مقتل العشرات من المعتصمين أمام الحرس الجمهوري، بعض أن أطلق عليهم الرصاص والغاز المسيل للدموع وجرح ما يقارب الثلاثمائة  بالتطور الخطير.