قوات النظام السوري

يسعى النظام السوري إلى تعويض النقص البشري في صفوف من خلال دعوة المدنيين والموظفين وطلاب الجامعات إلى التطوع للخدمة في صفوف الاحتياط، وذلك عقب المعارك التي خاضها مؤخرا في ريفي حمص وحماة وسط البلاد.

وخصصت خطبة الجمعة الأخيرة في مساجد حماة لحث الشباب على التطوع في صفوف جيش النظام لتعويض النقص فيها، بهدف 'حماية حماة من العصابات المسلحة'، كما يقول التعميم الصادر عن وزارة الأوقاف، كما أصدر محافظ حماة قرارا بتشكيل لواء عسكري جديد تابع لجيش النظام سمي 'لواء حماة'.

وفي تفاصيل قرار المحافظ قال سامح -وهو ناشط ميداني بمدينة حماة- إن القرار صدر للمرة الأولى عن مجلس محافظة حماة على الرغم من أنه يحمل طابعا عسكريا وهو تشكيل لواء بأكمله، لخدمة أبناء محافظة حماة داخله بعقود عمل مؤقتة.

وتابع أن مدة التطوع تتراوح بين ستة أشهر وثلاثة أعوام برواتب شهرية تصل إلى 35 ألف ليرة سورية (ثمانون دولارا)، أما الموظفون المتطوعون داخل اللواء فلهم نصف رواتبهم التي يتقاضونها عن طريق مؤسساتهم الحكومية، بالإضافة إلى الرواتب المخصصة للمتطوعين.

ويعلق الناشط سامح على القرار بأنها المرة الأولى التي يتولى فيها مجلس محافظة سوريا الأمور العسكرية، كما هي المرة الأولى التي يعمل فيها العسكريون بعقود ضمن مدد محددة.

موظفون مقاتلون
وبحسب الناشط الإعلامي في حماة سيف الحموي، فإن إصدار هذا القرار يتزامن مع قرار القيادات الأمنية في حماة بتولية أمور حواجز مدينة حماة إلى الموظفين العاملين في مؤسسات الدولة المنتسبين لحزب البعث العربي الاشتراكي الحاكم في سوريا.

وأضاف الحموي أن مهام اللواء الجديد لا تقتصر على خدمة النظام في مدينة حماة، بل تتعداها إلى القتال لجانب النظام في معاركه بريف حماة وخارجها، ويتم زج أغلبية المتطوعين بشكل مباشر في المعارك على الخطوط الأمامية في جبهات ريف حماة الشمالي التي تعتبر من أشد النقاط العسكرية سخونة بسوريا.

وقال إن النظام السوري يعمل على استغلال أوضاع العاطلين عن العمل من الشباب والرجال في ظل توقف أغلبية المعامل والمحال التجارية في حماة، لإجبارهم على الخدمة في صفوفه وإغرائهم بالرواتب الشهرية والأموال والسلطة والعمل تحت مظلة المخابرات والنظام، حيث يوجه النظام قراراته بشكل مباشر إلى هذه الفئات الفقيرة من الشعب.

امتيازات للمتطوعين
من جهته، أوضح الطالب الجامعي عامر أن قائد كتائب البعث ونائبه في سوريا قاما بجمع عدد كبير من الطلبة الجامعيين في حماة من أجل سماع مطالبهم ومقترحاتهم في سبيل تطويع عدد أكبر من الطلبة السوريين في صفوف كتائب النظام مع منحهم امتيازات عديدة، 'وهو ما يدلل على حاجة النظام للمتطوعين، وعلى حجم الخسائر التي مني بها في ساحات القتال'.

من جهته، أشار أبو هاني -وهو قيادي عسكري في الجيش الحر بحماة- إلى أن مقتل مئات العناصر من قوات النظام ومليشياته على الرغم من مساندته من قوات إيرانية ولبنانية وروسية للنظام أثر بشكل كبير على قاعدته الشعبية في سوريا، وأثار غضب مواليه بشكل كبير، خاصة في قرى وبلدات ريف حماة.

وقال إن تحقيق أي تقدم للنظام ضد المعارضة المسلحة بات حاجة ملحة له لإرضاء قواعده الشعبية، 'وهذا لا يتحقق إلا بالعمل على جلب آلاف العناصر'، لكنه أشار إلى أن النظام سرعان ما يتحلل من عقوده مع المتطوعين، وتتم معاملتهم كالمرتزقة.

وشدد أبو هاني على أن فصائل المعارضة المسلحة تعتبر أي مقاتل في صفوف النظام عدوا لها حتى من أجبر على التطوع، 'لأن سبل الوصول إلى الثوار والهروب من النظام باتت مفتوحة أمام الجميع، فمن أراد الوقوف إلى جانب النظام والوقوف في وجه الشعب السوري فإنه سيكون هدفا للثوار'.