واجهت دعوة العصيان المدني التي دعت إليها بعض القوى السياسية الخميس فشلا ذريعا، حيث لم يستجب لها إلا عدد محدود جدا من الموظفين المرتبطين بهذه القوى أصلا. ورفضت أغلبية العاملين بالدولة التجاوب مع هذه الدعوة، وانصرفوا لأداء أعمالهم وواجباتهم المنوطة بهم، ولم يستشعر المراجعون لجميع الوزارات والدوائر والمؤسسات الحكومية أي وجود لشيء غير عادي فيها. وأوضحت مصادر مطلعة لصحيقة " الصباح " الكويتية، أن فشل الإضراب الذي دعت إليه تنسيقية الحراك، وكان محددا له ساعة واحدة تبدأ في الحادية عشرة صباحا وتنتهي في الثانية عشرة ظهرا، قد عمق من أزمة أغلبية المجلس المبطل والمعارضة عموما، والتي تواجه بعاصفة شديدة من النقد والهجوم اللاذعين، كان آخر تجلياتها ما صدر عن السياسي المخضرم الدكتور أحمد الخطيب الذي وصف الحراك الحالي بأنه "الأسوأ في تاريخ الكويت "، معتبرا أنهم "غير ديمقراطيين لأنهم لايحترمون آراء من يختلف معهم، فكل مجموعة اختلفت تتفرق ، وتكون أحزابا سياسية أخرى ". وأكدت المصادر، أن انتقادات الخطيب تتفق مع رؤية كثيرين آخرين للحراك السياسي الحالي الذي يرون أنه يتسم بالانقسامات الشديدة، وسعى كل طرف من أطرافه للزعامة وتصدر المشهد ومحاولة إقصاء الآخرين، فضلا عن التورط في العنف والصدام مع رجال الأمن، وتخريب المنشآت والمرافق العامة، في وقت تتفاقم فيه الانقسامات والخلافات بين قوى المعارضة، إلى حد أنه لم يعد أحد يعرف من يقود الحراك السياسي الحالي وينظم فعالياته ووصل الأمر لدرجة حدوث انقسامات أيضا بين القوى السياسية القديمة والتي تعمل في الساحة المحلية منذ عشرات السنين ، وتساءلت عن مبررات التصعيد الذي تمارسه بعض أطراف المعارضة، ولماذا لايبدي الجميع احترامهم لأحكام القضاء وينتظرون الحكم الذي ستصدره المحكمة الدستورية، بشأن مرسوم الصوت الواحد، في شهر مارس المقبل، كما صرحت بذلك مصادر قضائية رفيعة المستوى. وفي هذا السياق، أكد وزير الدولة لشؤون الإسكان ووزير المواصلات م. سالم الأذينة، أن الذي يدعو الى العصيان المدني يريد الضرر للبلد، موضحا أن الدعوات المطالبة بالعصيان المدني غير مسموعة ، وأنها أمنيات لبعض الأشخاص الذين لا يتمنون الخير للبلد.