د.حنان الزغبي

أعربت أخصائية العظام وتركيب المفاصل الدكتورة حنان الزغبي عن سعادتها وفخرها بأن تكون الطبيبة الوحيدة بهذا المجال في قطاع غزة.

وأضحت الدكتورة الزغبي، في لقائها مع "فلسطين اليوم"، عن أنها ولدت في الجزائر "وتلقيت تعليمي بكافة مراحله فيها ،حتى حصلت على درجة الدكتوراه في جراحة العظام من جامعة الجزائر عام 2005 ، وبعدها سافرت إلى فرنسا, وتلقيت دورة مكثفة ومتخصصة في جراحة المفصل الصناعي في الورك".

أضافت أنها كانت متفوقة في دراستها، وتخرجت الأولى على دفعتها، ما فتح المجال لها للحصول على وظيفة في المستشفى التخصصي التعليمي في الجزائر، إلى جانب عملها كأستاذ مشارك ومدرسة في كلية الطب بجامعة الجزائر.

وأردفت إنها في عام 2007 قررت العودة إلى أرض الوطن لخدمة أبناء شعبها، وتم قبولها في وزارة الصحة الفلسطينية، مشيرة إلى أنها تعمل في الوقت الحالي بمستشفى شهداء الأقصى وسط قطاع غزة، كاستشارية جراحة العظام، بالإضافة لعملها في بعض المستشفيات والمراكز الصحية الخاصة.

وأكدت الدكتورة الزغبي أن تخصص جراحة العظام والمفاصل يتطلب قوة تحمل كبيرة وصلابة سواء كان الطبيب رجلًا أم امرأة، منوهة إلى أنها تمتلك القوة الكافية لتكون على قدر عالٍ من الكفاءة في هذا التخصص، بالإضافة لمعايشتها العديد من الحروب في قطاع غزة، بدءًا من حرب عام 2008 وانتهاءًا بحرب 2014، ما زاد من قوة تحملها لما عالجته من حالات بتر للأطراف، أو حالات الكسور الصعبة والخطيرة التي كانت تأتي للمستشفى.

وبيّنت أن الحالات التي قامت بمعالجتها أو الإشراف على علاجها زادت من خبرتها بشكل كبير، لافتة إلى بداية عملها في غزة كانت صعبة سواء من ناحية نظرة المجتمع لها أو حتى من ناحية نظرة الأطباء والممرضين والمرضى لها، موضحة أنها كانت ترى علامات الاستغراب على وجوه المرضى خاصة الرجال كون أن الطبيب المعالج لهم هو امرأة.

كما أبرزت أن الصعوبات بدأت تتلاشى تدريجيًا، ونظرة الاستغراب التي كانت تلاقيها من قبل زملائها أو المرضى تغيرت لنظرة احترام وتقدير متبادل، مشددة على أن  الأطباء في قسم العظام بالمستشفى كما المرضى، وضعوا ثقة كبيرة فيها، لما تمتلكه من علم وخبرة وكفاءة في تخصص العظام، وتشخيص المرضى وتقديم التدخل العلاجي المناسب لهم.

ونوهت إلى أن إجرائها العديد من العمليات الجراحية الكبيرة الناجحة، التي زادت من تقدير الطاقم الطبي لها في المستشفى، خاصة عمليات زراعة البلاتين وعلاج الكسور الصعبة، فضلًا عن التزامها بمواعيد العمل، خاصة في الظروف الصعبة كالحروب والحوادث.

وتابعت: "نجاحي في عملي وقدرتي على إثبات نفسي في تخصصي زاد من دعم ومساندة أسرتي لي، وهو أمر غير مستغرب من أسرتي التي وفرت لي كل الظروف المناسبة لكي أواصل تفوقي، وأصبح طبيبة ناجحة في عملي، فضلًا عن دعم زوجي وسعادته بي، وهو لا يتأخر لحظة في تقديم أي مساعدة لي أيضا".

وتطمح الزغبي إلى إنشاء مركز متخصص في جراحة العظام، متمنية تذليل كل العقبات التي تواجهها في تحقيق طموحها، ومنها عدم وجود إمكانيات في قطاع غزة، والظروف المادية الصعبة، والحصار الذي يعتبر أكبر عائق يواجهها، ويمنعها من السفر أو من جلب الأجهزة الطبية الحديثة اللازمة لإنشاء المركز الخاص بها.