المسجد الأقصى المبارك

سمحت محكمة للاحتلال الإسرائيلي، أمس، للمستوطنين بالهتاف في أثناء اقتحاماتهم للمسجد الأقصى في مدينة القدس المحتلة، في قرار "غير مسبوق"، عده مسؤولان فلسطينيان، "خطوة لتمرير قرارات أكبر وأكثر خطورة في الأيام القادمة" وقالت القناة الثانية العبرية، إن محكمة إسرائيلية، قررت أن من حق اليهود هتاف "شعب إسرائيل حي"، في أثناء اقتحاماتهم للمسجد الأقصى، وأن "هذا لا يعدّ صلاة ممنوعة على اليهود في الموقع المقدس".

وأضافت: إن القرار جاء استجابة لطلب المستوطن الإسرائيلي "ايتامار بن غفير"، الذي احتجزته شرطة الاحتلال قبل نحو عام ونصف العام، بعد أن هتف "شعب (إسرائيل) حي".

وتابعت أن "المحكمة قضت بأن هذه الهتاف ليس صلاة وإنه لا يشكل خطرًا على زوار المكان"ونقلت القناة العبرية، عن المستوطن "بن غفير" قوله:" الخطوة التالية هي السماح لليهود بالصلاة في المكان الأكثر أهمية بالنسبة لهم"، في إشارة إلى المسجد الأقصى.

ويقتحم عشرات المستوطنين المسجد الأقصى، بشكل شبه يومي، من خلال باب المغاربة، في الجدار الغربي للمسجد، الذي تسيطر شرطة الاحتلال على مفاتيحه منذ عام 1967.

وتنص الإجراءات التي تبنتها دولة الاحتلال بعد احتلال شرقي القدس في حرب 1967، على خضوع الأقصى لوصاية دينية أردنية، على أن يتاح لليهود زيارة الحرم شريطة عدم رفع صلواتهم وتأدية طقوسهم التلمودية فيه.

وأكد رئيس قسم المخطوطات في المسجد الأقصى، د. ناجح بكيرات، أن قرار محكمة الاحتلال يأتي في سياق سلسلة انتهاكات طويلة تحاول عبرها ترسيخ واقع جديد في الأقصى.

وأوضح بكيرات لصحيفة "فلسطين"، أن سلطات الاحتلال تسير وفق خطة "ليست اعتباطية" لتحويل المكان تدريجيًا لمكان يهودي، بداية عبر الاقتحام وإقامة الصلوات التلمودية والتقسيم الزماني للأقصى، وصولًا لإقامة "الهيكل" المزعوم.

ولفت إلى أن أكثر ما يمكن لمسه في الأيام الحالية، هو مغالاة حكومة الاحتلال وتطرفها وتلبيتها لكافة ما يملي عليها من قبل الجماعات اليهودية الدينية المتطرفة، في سياق الاعتداء على الأقصى، محذرًا من استمرار هذه الانتهاكات.

من ناحيته، قال مدير المسجد الأقصى عمر الكسواني، لصحيفة "فلسطين"، إن قرار محكمة الاحتلال يمثل "خطوة لتمرير قرارات أكبر وأكثر خطورة في الأيام القادمة".

وحذر الكسواني من الانتهاكات الاحتلالية المتزايدة بحق الأقصى، والتي تهدف إلى تغيير الوضع التاريخي ومعالم المسجد الأقصى عبر الاقتحامات وإقامة المعابد والكنُس والممرات وجسور المشاة، مؤكدًا أن ذلك كله لا يمنح الحق والشرعية للاحتلال.