الأكراد بتركيا

شنت قوات الأمن حملة اعتقالات في صفوف الأكاديميين الذين وقعوا على بيان باسم "مبادرة الأكاديميين من أجل السلام"، ولم تكتف حكومة العدالة والتنمية بتلك الخطوات، بل بدأت قوات الشرطة في مداهمة منازلهم ووضع علامة "X" باللون الأحمر على مكاتبهم بالجامعات، فضلا عن توجيه تهديدات مختلفة لهم.

وذكرت صحيفة "جمهوريت" التركية في مقال لها اليوم السبت أن هذه الخطوات تأتي على إثر استياء وغضب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ضد البيان الموقع، حيث وصف أردوغان الأكاديميين ب "الجهلاء"، وطالب بفتح تحقيقات قضائية بحقهم، وبعدها تم إلقاء القبض على 21 أستاذا جامعيا، وتم فتح تحقيقات مع ثلاثة أساتذة في مدينة "بورص"، وإرغام ثلاثة آخرين في اسطنبول على تقديم استقالاتهم، والتحقيق مع ثلاثة آخرين في مدينة "بولو" و15 آخرين في جامعة "الأناضول" في مدينة "إسكي شهير"، و10 في مدينة "زونغولداك"، وستلحقها تحقيقات قضائية أخرى في مدن مختلفة في عموم البلاد.

ومن جانبها، قررت رئاسة جامعة "صدقي كوجمان" في مدينة "آيدن" بغربي تركيا إبعاد تسعة أساتذة جامعيين من مهام عملهم في إطار سلامة التحقيقات الجارية على إثر توقيعهم على البيان الذي يطالب الحكومة التركية بوقف العمليات العسكرية ضد الأكراد واتهمهما بالاعتداء عليهم.

وأعلن البرفيسور زكي آرتوج، عضو الهيئة التدريسية في كلية الطب بجامعة "البحر المتوسط"، عن سحب توقيعه من البيان بحجة عدم قراءته وتدقيقه حيث قال إنه اعتقد أنه مجرد نداء للسلام، فيما سحب ثمانية آخرون توقيعاتهم من البيان.

وفي سياق متصل، أكد أغلبية الموقعين على البيان عدم التنازل وعدم سحب توقيعاتهم، بل تعهدوا بزيادة عدد التوقيعات خلال الأيام القادمة، فيما أدت هذه التطورات لانقسامات حادة في الآراء بين الأحزاب السياسية، حيث أعرب حزب الحركة القومية عن دعمه المطلق لحزب العدالة والتنمية، فيما وقف حزبا الشعب الجمهوري الكمالي والشعوب الديمقراطية الكردي ضد ممارسات الحزب الحاكم وطالباه بوقف الاعتقالات بالطرق التي لا تليق بالشخصيات الأكاديمية.

وكان أردوغان قد وجه أمس الجمعة انتقادات لاذعة لحوالي 1128 من مجموع 151 ألف أكاديمي ومثقف تركي وأجنبي، وعلى رأسهم المفكر والعالم الأمريكي الشهير ناعوم تشومسكي وديفيد هارفي وإيمانويل فالرشتاين، حيث وقعوا على بيان يطالبون فيه حكومة العدالة والتنمية بإنهاء العمليات العسكرية والاعتداءات على الأكراد في بلدات ومدن جنوب شرقي تركيا.

كما طالب البيان أردوغان وحكومته بإلغاء قرار حظر التجول المفروض على خمس بلدات تابعة لمدن "ماردين"، و"دياربكر"، و"شرناق" والعودة بأقصى سرعة إلى طاولة المفاوضات لإحلال السلام والتوصل إلى تسوية للقضية الكردية في منطقة جنوب شرقي تركيا.

نقلا عن أ.ش.أ