التغيُّرات في وصلات الدِّماغ

أشارَت دِراسةٌ حديثةٌ إلى أنَّ التغيُّرات التي تحدُث بشكلٍ طبيعيّ في وصلات الدِّماغ، قد تُساعِدُ على الوِقايةِ من الاضطراب ثُنائيّ القُطب bipolar disorder، عند الأشخاص الذين يُواجِهون زِيادةً في خطر الأمراض النفسيَّة.
قالَ الباحِثون إنَّ ما توصَّلوا إليه حول هذه التغيُّرات في وصلات الدِّماغ، يُمكن أن يُساعِد على ابتِكار طُرق مُعالجةٍ أفضل للاضطراب ثُنائيّ القطب.

يتعرَّض مرضى هذا الاضطِراب إلى تقلُّباتٍ شديدةٍ في المزَاج ومُستويات الطاقة والنَّشاط والقُدرة على أداء المهام اليوميَّة؛ وتُعدُّ الوِراثة من عوامِل الخطر الرَّئيسيَّة، حيث يكون الأشخاص الذين لديهم أحد الآباء أو الأشقاء الذين يُعانون من هذا الاضطراب، أكثر عرضةً للإصابة فيه بالمُقارنة مع الذين ليس لديهم تارِيخ عائلي لهذا المرض النفسي.استخدم الباحِثون التصوير المُباشر بالرَّنين المغناطيسيّ functional MRI، لتفحُّص أدمغة مرضى الاضطراب ثُنائيّ القُطب وأدمغة أشقائهم الذين لا يُعانون من المرض ومجموعة أخرى من الأشخاص السليمين (مجموعة المُقارنة). وجدَ الباحِثون أنَّ مرضى هذا الاضطراب وأشقائهم، كانت لديهم حالات غير طبيعيَّة مُتشابِهة في وصلات الدِّماغ المسؤولة عن مُعالجة الانفِعالات، ولكن كانت هذه التغيُّرات أكثر عند الأشقَّاء.

قالت المُشرِفة على إعداد الدِّراسة الدكتورة صوفيا فرانغو، أستاذة علم النَّفس لدى مستشفى ماونت سيناي في نيويورك: "إنَّ قدرة هؤلاء الأشقَّاء على إعادة وصلات شبكة الدِّماغ، تعني أنَّ لديهم مُرونة عصبيَّة تكيُّفِيَّة قد تُساعِدهم على تجنُّب المرض رغم أنَّهم يحمِلون ندبات جينيَّة للاضطراب ثُنائيّ القُطب عندما تُعالِج أدمغتهم المعلومات الانفِعاليَّة"."يبقى التاريخ العائلي لهذا الاضطراب من أهم عوامِل خطر الإصابة، وبينما يُركِّزُ العلماء على الخطر عادةً، قد ينسون أن غالبيَّة من يُصنَّفون على أنَّهم مرضى الاضطراب ثُنائيّ القُطب، يبقون في حالة جيِّدة"."إنَّ البحث عن آلياتٍ بيولوجيَّةٍ يُمكنها الوِقاية من هذا الاضطراب، سيفتح المجال أمام اتِّجاهاتٍ جديدة كليَّاً لابتِكار طُرق مُعالجة جديدة. أعتقد أنَّ نتائج دراستنا ستمنح الناس الأمل في إمكانية الوِقاية من هذا المرض النفسي رغم أنَّه ينتقل بالوراثة بين أفراد العائلة".