كشفت مصادر دبلوماسية في "جامعة الدول العربية" أن الأمانة العامة تدرس مجموعة من الاقتراحات لنقل مقر الجامعة من ميدان التحرير في القاهرة إلى إحدى عواصم الدول الخليجية، أو بناء مبنى جديد للجامعة في أي منطقة نائية، بعيدًا عن ميدان التحرير، وما يحيطه من أحداث قلقة. وأوضحت المصادر، في تصريح خاص إلى "العرب اليوم"، قائلة "إن تكاثر الأحداث في ميدان التحرير، والذي يقع في محيطه مقر جامعة الدول العربية، أدت إلى نقل اجتماعات الجامعة إلى أحد فنادق القاهرة، النائية عن قلب الأحداث والاشتباكات، ويُعرض ذلك الوفود العربية المشاركة في الاجتماعات داخل الجامعة للخطر". وأضافت المصادر أن عددًا من الدول الخليجية طلبت نقل مقر الجامعة إلى إحدى عواصمها موقتًا، حتى تهدأ الأوضاع في مصر، أو نقل مقر الجامعة في مبنى جديد في أحد المناطق النائية في القاهرة. واعتبرت المصادر أن ما يحدث في ميدان التحرير أدى إلى تغيير مواعيد اجتماعات هامة عدة للجامعة العربية، كان أخرها الاجتماع الوزاري، والذي تم نقله إلى أحد الفنادق في منطقة التجمع الخامس شرق القاهرة. وأكدت المصادر الدبلوماسية أن مناقشة الاقترح ستتم في اجتماعات القمة العربية المقبلة، التي تنعقد في الدوحة نهاية آذار/مارس الجاري، والاتفاق على حل نهائي. هذا، وقد صرح مندوب اليمن الدائم لدى الجامعة العربية محمد الهيصمي، في تصريح خاص إلى "العرب اليوم"، قائلاً "إن الاقتراح مناسب للغاية، ولاسيما بعد نقل اجتماعات الجامعة لأكثر من مرة إلى مكان أخر، لسبب الاشتباكات الدائرة في ميدان التحرير، وإغلاق الميدان لفترة طويلة، ما يمنع دخول السيارات إلى مقر الجامعة". ورحب العيهصمي بنقل مقر الجامعة إلى مبنى جديد في القاهرة، حتى العودة إلى الهدوء، والانتهاء من الوضع المثير للقلق. ومن جانبه، أيَّد المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى الجامعة العربية السفير محمد صبيح الاقتراحات سالفة الذكر، وذلك في تصريح خاص إلى "العرب اليوم"، حيث قال "لابد من نقل المقر بعيدًا عن صراع الأحداث المشتعلة في ميدان التحرير، حيث تم نقل الاجتماعات كافة في الفترة الأخيرة للفنادق، وأحيانًا تكون مواعيدها غير متناسبة مع مواعيد إجراء الاجتماعات الخاصة بالجامعة".