الباحث الإسلامي أنور العولقي

أزال موقع الفيديو العالمي، "يوتيوب"، آلاف المقاطع المصوّرة لرجل الدين اليمني الراديكالي أنور العولقي، في خطوة كبيرة كحملة لمكافحة التطرف في الموقع، وهذه هي المرة الأولى التي يتّخذ فيها الموقع التابع إلى "غوغل"، إجراءً متضافرًا ضد شخص بعينه، وقتل الواعظ في عام 2011 من قبل طائرة أميركية بدون طيار في اليمن، وترك وراءه مكتبة كبيرة من الخطب والمحاضرات والمقالات. 

وسجّل العولقي، خطبه الأكثر تطرفًا، والتي تدعو صراحة للعنف ضد الولايات المتحدة في وقت لاحق من حياته، ولكن العديد منها، مثل سلسلة طويلة عن حياة النبي محمد، والتي سجلت بينما كان لا يزال إماما في الولايات المتحدة، هي السائدة إلى حد ما، وتحظر سياسة مكافحة التطرف في الموقع بشكل صريح مقاطع الفيديو التي تحرض على التطرّف أو العنف، كما تحظر على الأفراد المدرجين في قوائم التطرّّف الحصول على حساباتهم الخاصة على الموقع، ولكن السياسة لا تشمل ما يجب القيام به في حالة أن عمل هذا الشخص يجري سلسلة من التعدي الواضح على الأبرياء على ما يبدو، ويتم تحميلها من قبل الآخرين.

وقررت "غوغل"، أن كامل عمل العولقي يمثل استثناء للقاعدة. ووفقا لصحيفة نيويورك تايمز، فإن البحث عن العولقي، هبط في الخريف الماضي إلى حوالي 70 ألف مقطع فيديو، وفي نفس البحث اليوم يهبط إلى أقل من 20 ألفًا، الغالبية العظمى منها أشرطة الفيديو عن العولقي، بدلًا من تأليفه، ورحّب مدير مشروع التكنولوجيا ضد التطرّف آدم هادلي، بإزالة مقاطع الفيديو ولكنه أشار إلى أن وضع العولقي كمتطرّف في قائمة العقوبات الدولية يجب أن يكون هو المحفّز الرئيسي.

وأضاف هادلي أنّ "ما نحاول القيام به هو تعزيز المزيد من التماسك والترابط حول كيفية التعامل مع الأفراد، العولقي هو فرد مُدان، يجب أن تكون هناك استجابة متوازنة لجميع أنواع التطرّف، نحن بحاجة إلى أن نتذكر التطرف اليميني أيضا، وهذا هو السبب في أننا بحاجة إلى مزيد من التنسيق الدولي لتحديد الجماعات الإرهابية"، واسترشد قرار غوغل بمكالمات من خبراء مكافحة التطرّف ليكونوا أكثر نشاطا لمنع التطرف، سواء عن طريق التواصل بالإنترنت أو بدون، وتكمن المشكلة في أن رجال الدين مثل العولقي لديهم كميات كبيرة من المواد التي لا تعبر الخط في التحريض على العنف، ولكنها تشير إلى هذا المفهوم. 

ويمكن بعد ذلك تحفيز الأشخاص الذين يشاهدون مقاطع الفيديو هذه ويوافقون على رسالتهم للبحث عن مقاطع الفيديو التي تحض على الكراهية بشكل أكثر صراحة والتي تم حظرها على اليوتيوب منذ سنوات، ولكن لا يزال من السهل العثور عليها في أي مكان آخر عبر الإنترنت، وولد العولقي في نيو مكسيكو لوالدين يمنيين، وكان يعرف باسم " شيخ الإسلاميين على اليوتيوب" بحلول عام 2010، عندما ذكر خطبه المتشددة من قبل متطرفين مثل فيصل شهزاد، الذي حاول قصف تايمز سكوير في نيويورك، وروشونارا تشودري ، الذي طعن ستيفن تيمس النائب لأنه صوت للحرب على العراق.

وواجه موقع اليوتيوب منذ فترة طويلة نداءات تدعو إلى الحد من مواعظ العولقي. وبحلول عام 2011، نفذت سياستها المتمثلة في إزالة خطاب الكراهية والتحريض التي تحض على ارتكاب أعمال العنف، وإزالة بضع مئات من مقاطع فيديو العولقي في هذه العملية. قائلا بأنه "سنواصل إزالة كل المحتوى الذي يحرض على العنف وفقا لسياساتنا، المواد ذات الطبيعة الدينية البحتة ستبقى على الموقع".