الرئيس الإيراني حسن روحاني

أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني، الأحد، أنه يعتبر رفع العقوبات عن بلاده صفحة ذهبية في تاريخها، وستحرز تقدما اقتصاديا وتنمويا منها.

وأفاد روحاني، في أثناء حديثه للبرلمان الأحد، أن الصفقة تفتح لبلاده نوافذ جديدة للمشاركة مع العالم، وعلى البلاد أن تستعد لاغتنام الفرصة لتحقيق قفزة اقتصادية وتنموية.

وأعلن نائب وزير النفط، أمير حسين زامانينيا، أن إيران مستعدة لزيادة صادراتها من النفط الخام، لتصل إلى نصف مليون برميل يوميا بعد ساعات من رفع العقوبات، ما يزيل العقبات أمام الصادرات، مضيفا "مع الأخذ في الاعتبار ظروف السوق العالمية والفائض الموجود تستعد إيران لرفع صادراتها من النفط الخام إلى نصف مليون برميل يوميا".

وهناك بالفعل في إيران 38 مليون برميل في احتياطات النفط الإيراني على استعداد لدخول السوق، وفقا لوكالة الطاقة الدولية.

وبيّن روحاني أنه يجب على إيران استخدام تدفق الأموال والاستثمارات المتوقعة عقب انتهاء العقوبات لإشعال شرارة الطفرة الاقتصادية للبلاد، وخلق فرص عمل وتعزيز نوعية حياة المواطنين الإيرانيين بعد معاناة البلاد من التضخم وارتفاع معدلات البطالة لسنوات.



وأوضح أن بلاده تحتاج ما يصل إلى 35 مليار إسترليني في الاستثمار الأجنبي سنويا حتى تصل إلى هدفها للنمو بمعدل 8% سنويا، ومن المقرر أن يصبح 21 مليار إسترليني من الأصول في الخارج متاحة على الفور للجمورية الإسلامية عندما تحدد التقارير الإيرانية الرسمية إجمالي الأصول المجمدة في الخارج والمقدرة بـ70 مليار إسترليني.

وتمثل عودة إيران إلى سوق النفط هزيمة عالمية لأسعار النفط الذي انخفض سعره إلى أقل من 30 دولارت للبرميل هذا الأسبوع للمرة الأولى منذ 12 عاما، وتراجعت أسهم الأسواق السبعة في دول الخليج بعد خطط إيران للعودة إلى إنتاج النفط بالمستوى الذي كان قبل العقوبات، حسبما أفادت جريدة تليغراف.

ويتوقع أن تزيد الجمهورية الإسلامية إنتاجها سريعا من خام البرنت والذي انخفض بنسبة 3.3 pc ليصل إلى 29.43 دولار وهو مستوى انخفاض لم يحدث منذ العام 2004.

وأكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران اتخذت الإجراءات اللازمة لبدء تنفيذ الاتفاق النووي المتفق عليه مع ست دولة من القوى العالمية، ما يعني رفع العقوبات الدولية التي كانت مفروضة عليها.

وبيّن روحاني أن الاتفاقية ترضي الأطراف جميعها باستثناء المتطرفين، مضيفا "الجميع سعداء ماعدا الصهاينة دعاة الحرب الذين يهدفون إلى تأجيج الحرب الطائفية بين أبناء الأمة الإسلامية والمتشددين في الكونجرس الأميركي".

 وتأتى تصريحات روحاني بعد أن حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من أن إيران لم تتخل عن طموحاتها النووية، قائلا في بيان "تعتقد إيران أنه بإمكانها الاستمرار في تطوير السلاح النووي وزعزعة الاستقرار في المنطقة ونشر الرعب".

وأوضح وزير الاقتصاد الألماني زيجمار جابريل، ردا على الصفقة، أن إحياء العلاقات الاقتصادية والروابط مع إيران سيستغرق وقتا طويلا، وأضاف أن "إحياء العلاقات الألمانية الإيرانية الاقتصادية والمالية هو عملية طويلة الأجل".

ورحبت الصحف الإيرانية بتنفيذ الصفقة النووية، حتى صحيفة كهيان المتشددة أوضحت أنه حان الوقت بالنسبة للغرب لتنفيذ وعودهم، وغرد الرئيس محتفلا بالصفقة واصفا إياها بالانتصار العظيم، بعد وقت قصير من إعلان رفع العقوبات بواسطة كل من منسق السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني ووزير الخارجية الإيراني جواد ظريف.

وأعلنت إيران إطلاق سراح خمسة أميركيين بالتزامن مع رفع العقوبات بما في ذلك صحفي واشنطن بوست، في إطار عملية تبادل للأسرى مع الولايات المتحدة، وشملت صفقة التبادل أربعة أميركيين وسبعة إيرانيين، فيما أطلق سراح الأميركي الخامس لاحقا بشكل منفرد.

ولفت مسؤولون أميركيون إلى أنه تم إطلاق سراح كل من جيسون ريزيان صحفي واشنطن بوست وأمير حكمتي العامل في البحرية الأميركية سابقا، والقس سعيد عبديني، ونصرت الل خسروي رودساري، وبدأ هؤلاء رحلة العودة إلى وطنهم الأحد؛ حيث غادرت طائرة مستأجرة من طهران إلى سويسرا وعلى متنها الأميركيين.

وأفاد المسؤولون أن السيد ريزياني والسيد حكمتي والسيد عبديني كانوا على متن الرحلة فيما عدا السيد خسروي رودساري، بينما قالت إيران: إنه كان على متن الرحلة في تناقض لم يتم تسويته بعد، وأضاف مسؤول أميركي رفيع المستوى "لقد غادر من كانوا يرغبون في مغادرة إيران".

وأطلق سراح الطالب الأميركي ماثيو ترافيثيك بشكل منفرد بعيدا عن تبادل الأسرى الذي تم السبت وهو بالفعل في طريقه إلى وطنه، وفي المقابل تسقط الولايات المتحدة التهم الموجة ضد سبعة إيرانيين بينهم ستة مزدوجي الجنسية أميركيين من أصل إيراني مدانين بخرق العقوبات الأميركية.

وأوضح وزير الخارجية الأميركي جون كيري، أن المسؤولين الأميركيين استغرقوا 11 أو 12 اجتماعا مع الإيرانيين في صفقة تبادل الأسرى، ووصف المفاوضات بأنها كانت صعبة، مشيرا إلى أن الاتفاق النووي كان جزءا رئيسيا في المفاوضات.

وأضاف كيري "لم تكن المفاوضات تتحرك بسبب الأشخاص الذين كانوا يطلبون وكنا نحن نرفض، إنه من الصعب أن يقول لك شخص أطلق سراح هذا وسوف نطلق سراح هؤلاء وأنت تضطر إلى الرفض، وكان لابد أن يكون هناك تطبيق لمبادئنا ومعايرنا وفي النهاية توصلنا إلى الوضع المناسب".

ويفترض أن يقلل رفع العقوبات وتبادل الأسرى العداء بين طهران وواشنطن، والذي استمر عدة عقود منذ قيام الثورة الإسلامية في إيران عام 1979.

وأشاد كيري وكبار الدبلوماسيين من إيران والاتحاد الأوروبي بالاتفاقية، وقال في فيينا "اليوم هو اليوم الأول لعالم أكثر أمنا".