كشفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية وبعد مضي أقل من أسبوع على رحيل الزعيم الجنوب أفريقي نيلسون مانديلا، أن الأخير تلقى تدريبا عسكريا في العام 1962 على يد جهاز الاستخبارات الإسرائيلية "الموساد" دون أن تكتشف عناصره هوية الرجل الحقيقية.  الزعيم التاريخي لجنوب أفريقيا، الحائز على نوبل للسلام، نيلسون مانديلا الذي توفي في الخامس من ديسمبر/كانون الأول 2013، تلقى في العام 1962 تدريبا على استعمال السلاح ونصب الكمائن على يد عناصر من الاستخبارات الإسرائيلية "الموساد" وذلك قبل أشهر من عودته واعتقاله في جنوب أفريقيا. هذه المعلومات التي كانت مصنفة "سرية" كشفت عنها صحيفة "هآرتس" الجمعة 20 ديسمبر/كانون الأول بعد إطلاعها على وثيقة أفرج عنها أرشيف الدولة العبرية. الوثيقة المذكورة المؤرخة في 11 أكتوبر/تشرين الأول 1962، رفعها جهاز "الموساد" إلى وزارة الخارجية الإسرائيلية، وقد جاء فيها بأن الرجل، الذي سيصبح لاحقا أسطورة الكفاح ضد التمييز العنصري، خضع لدورة تدريب عسكري نظمتها الموساد في أثيوبيا. ففي تلك السنة فر مانديلا من بلاده ليفلت من الاعتقال والسجن وجال في دول القارة السمراء بحثا عن الدعم المالي والعسكري للجناح العسكري للمؤتمر الوطني الأفريقي الذي كان يعمل في السر، وقد زار يومها الزعيم الراحل عدة دول، منها أثيوبيا، الجزائر،مصر،غانا بهدف جمع الدعم لقضيته. وقد جاء في الوثيقة "كما تعلمون، لقد ناقشنا قبل 3 أشهر، ملف رجل قصد السفارة الإسرائيلية في أثيوبيا وقدم نفسه باسم دافيد موبصري، قال إنه قادم من روديسيا –زمبابوي حاليا" وتضيف الوثيقة "وقد تلقى الرجل تدريبا على يد الأثيوبيين" وحسب "هآرتس" المقصود بالأثيوبيين عمال السفارة وعلى الأرجح عملاء الموساد، التدريب شمل، ودائما حسب الوثيقة، الفنون القتالية ونصب الكمائن واستعمال الأسلحة. وتكشف الوثيقة جهل العناصر التي قامت بدورة التدريب بالهوية الحقيقية لمن سيصبح أول رئيس أسود لجنوب أفريقيا. وتضيف أن مانديلا أبدى اهتماما خاصا بأساليب عمل منظمة "الهاغانا" الصهيونية التي تأسست عام 1920 في فلسطين. ويصف كاتب الوثيقة مانديلا بالرجل المثقف المطلع على مشاكل اليهود وإسرائيل ويضيف "لقد حاول عناصرنا أن يجعلوا منه صهيونيا" وقد قدم خلال نقاشاتنا "رؤيته لعالم اشتراكي وترك انطباعا بميل إلى الفكر الشيوعي". وتقول "هآرتس" إن الوثيقة ظلت سرية للغاية طيلة عقود في أرشيف الدولة العبرية وقد اكتشفها قبل بضعة سنوات الباحث الإسرائيلي دافيد فشلار الذي كان يعد دراسة عن العلاقات بين إسرائيل وجنوب أفريقيا وقد قال الباحث للصحيفة "لو عرف في جنوب أفريقيا أن إسرائيل ساعدت مانديلا، لكانت الجالية اليهودية هناك بخطر".