الصورة المصرية المحنطة لسيدة

حدّد العلماء تفاصيل الصورة المصرية المحنطة لسيدة يبلغ عمرها 1800 عام، وسمحت تقنية جديدة غير غازية، بأخذ مسحات معقدة لصورة من القرن الثاني، وكشفوا عن المواد والأساليب التي استخدمها الفنان، وتظهر الصور أن الرسام القديم يستخدم شمع العسل كقاعدة وأصباغ نباتية للون أثناء عمله، وهناك عدد من الأدوات المختلفة ساعدته على رسم السيدة النبيلة، بما في ذلك فرشاة الرسام الناعمة، ملعقة معدنية وحفارة، كما كشفت المسوحات الأخيرة.

وقام العلماء في جامعة كاليفورنيا، لوس انجلوس، بمسح جديد للرسم، الذي يعلق في معرض الفنون الوطني الأميركي في واشنطن العاصمة، والعمل الفني هو صورة مومياء الفيوم 35 سم 12 سم (14*5 بوصة) - لوحة على لوح خشبي مرفقة بمومياء من المرجح أنها تصور شخصًا توفي سابقًا، ويعتقد أنها كانت يوما ما جزءا من عائلة نبيلة بسبب تصفيفه الشعر، والمجوهرات والرداء الأحمر الذي يظهر في الصورة.

وكشف المسح باستخدام 3 تقنيات تصوير متقدمة مختلفة التركيب الكيميائي للطلاء، وأظهر العلماء أن هذه اللوحة قد استخدمت باستخدام تقنية إنكوستيك - وهي تقنية تستخدم خليط من الصباغ وذوبان شمع العسل الذي يتم حرقه على قاعدة خشبية، تم استخدام فرشاة الرسام الناعمة، أو البنسيلوس، وملعقة معدنية أو ملعقة مجوفة تعرف باسم كيوتريوم؛ وألة نقش، والمعروفة باسم سيستروم، لرسم اللوحة. كما عرض البحث المنشور في مجلة "التقارير العلمية" رؤى حول الموضات والأساليب الفنية الشائعة في ذلك الوقت.

وقال المؤلف المشارك في الدراسة روكسان رادبور "إن زخرفة ملابسها هي مثال ممتاز على الحرفية في الحياة الحقيقية التي تنعكس داخل اللوحة"، غالبا ما تستخدم صبغ الفوة المستخرجة من جذور نبات الفوة لتلوين المنسوجات والجلود في مصر القديمة، ونحن نرى من رسم الخرائط الكيميائية للصورة أن الفنان اختار لرسم لباس السيدة بصباغ نبات الفوة، وهذا يقلد الممارسات المعاصرة"، طريقة رسم الخرائط الجديدة المستخدمة من قبل فريق دمجت ثلاث تقنيات - منتشر الانعكاس الطيفي، والضيائية  وفلورة الأشعة السينية. من خلال الجمع بين البيانات الثلاثة، قام الخبراء بتعيين التوقيعات الكيميائية للجزيئات عبر سطح اللوحة لكل بكسل من الصورة.

وبيّنت المؤلفة الرئيسية للدراسة الأستاذة إيوانا كاكولي، أنّه "حتى دون أخذ عينة دقيقة من اللوحة، قمنا بتعيين معلومات تفصيلية تخبرنا بالضبط بالمواد المستخدمة، وكيفية إعدادها، كنا أيضا قادرين على ربط تكنولوجيا الإنتاج الخاصة بهم إلى الصناعات القديمة الأخرى والممارسات، مثل التعدين والمعادن والفخار والصباغة والدوائية"، وقال المؤلف المشارك في الدراسة الدكتور جون ديلاني، إن هدف المشروع هو دراسة مدى فائدة أساليب التصوير الجديدة لدراسة الأجسام الأثرية: "لقد طورنا في الأصل طرائق التصوير الثلاث لفحص اللوحات الفنية الجميلة، نأمل أن تصبح طرق التصوير المتعددة الوسائط هذه أساسا للدراسات المستقبلية لهذه الكائنات الأولية متعددة الألوان."