توقع الأسوأ وسوف تكون أقل شعورًا بالضغط بحسب ما يقول العلماء

كشفت دراسة حديثة أن المظهر البائس له تأثير إيجابي على الصحة النفسية إجمالًا، وأن المكتئبين يشعرون بضغوطٍ أقل من غيرهم، وأن حالة عدم اليقين تترك الأشخاص يشعرون بالقلق وعدم القدرة على تخطي الصعاب، في حين أن قبول حتمية الأمور يجلب الشعور بالهدوء والطمأنينة.

ويفسر ذلك أسباب الشعور بالخوف من الذهاب إلى طبيب الأسنان، والذي يكون أسوأ في الواقع من حضور الكشف، أو لماذا تشعر عائلات المفقودين أنهم في حال أفضل بعد معرفة ما حدث لأحبائهم حتى وإن كانت الأخبار الواردة سيئة، بينما تشير غالبية النصائح الحديثة إلى أن البقاء في حالة تفاؤل هو مفتاح السعادة، إلا أن الدراسة الحديثة تبرز أن المظهر البائس أيضاً له تأثير إيجابي على الصحة النفسية إجمالًا.

وذكر دكتور روب رتليدج من معهد كلية لندن الجامعية لعلم الأعصاب، أن سيناريو الشعور بضغوط أكبر هو حينما يكون الشخص حقاً على غير علم، وأنه حينما يتقدم الشخص لوظيفة ما، فإنه ربما يشعر بالراحة إذا اعتقد أن فرصة نجاحه فيها ضعيفة، أو ينتابه الشعور بالثقة إذا كان واثقاً من أنها مضمونة، وبالقياس، فإن ذلك ينطبق على الكثير من المواقف الأخرى سواء في حالة انتظار نتائج طبية أو معلومات حول تأخر القطارات.

ولقياس مدى الضغوط الواقعة على الأشخاص، فقد خضع للدراسة 45 طالباً والتي طلب منهم خلالها المشاركة في لعبة على الكمبيوتر يزيحون فيها الصخور للعثور على ما إذا كانت هناك ثعابين تحتها، بحيث إذا وجدوها فإنهم يتلقوا صدمة كهربائية خفيفة، ومع مرور الوقت، فقد علم المشاركون أي الصخور من المرجح أن يكون أسفلها ثعابين، وفي بعض الأحيان كانوا على يقين بأنهم سيجدون أحد الثعابين، وجرى قياس مستوى الضغط لديهم من خلال التعرق واتساع حدقة العين، وأظهرت التجربة أن الشخص كان أكثر شعوراً بالضغط حينما بلغت نسبة فرصة العثور على ثعبان 50%، بينما كان الشعور بالضغوط أقل حينما كانت لا توجد فرصة للعثور على ثعبان أو كانت فرصة تلقي الصدمة نسبتها 100%.

وتسمح هذه التجربة باستخلاص النتائج حول تأثير عدم اليقين على التوتر بحسب ما قال مؤلف الدراسة، أركي دي بيركر، من كلية لندن الجامعية، حيث بدا الأشخاص أكثر تعرقاً ويحدقان بقوة في حالة الموقف الغامض، وغالباً ما ينظر إلى الضغوط  في العالم الحديث على أنه رد فعل سلبي وذو نتيجة عكسية، إلا أن دكتور سفين بيستمان وهو معد الدراسة البارز من معهد  كلية لندن الجامعية لعلم الأعصاب، أكد أن الضغوط لها فوائد محتملة في المعرفة بشأن الأمر المشكوك فيه أو تلك الأشياء الخطيرة في البيئة المحيطة.