سرطان الثدي

توصلت دراسة حديثة إلى علاج إشعاعي فعّال يقي مريضات سرطان الثدي من الآثار الجانبية للعلاج الكيميائي، ومن أبرزها التشوُّه الدائم، ويتركز العلاج بعد الجراحة حول موقع الورم، وينتج نتائج مماثلة لعلاج سرطان الثدي كله، فضلاً عن أن لديه آثار جانبية أقل على المدى الطويل.

والعلاج الإشعاعي هو العلاج القياسي المستخدم بعد عملية جراحية لإزالة ورم في الثدي، ويعطى لأولئك الذين يعتبرون أن لديهم خطر منخفض لعودة السرطان، ومع ذلك، فإنه يمكن أن يسبب تغيرات في مظهر الثدي، والذي قد يصبح أكثر قتامة وإحمراراً وخشونة في الملمس، مما يسبب الضيق النفسي للمرأة.

 وتناولت التجارب السريرية، التي يمولها مركز أبحاث السرطان في بريطانيا، أكثر من 2000 امرأة تتراوح أعمارهن بين 50 عامًا وأكثر ممن أصبن بسرطان الثدي في وقت مبكر مع مخاطر منخفضة بعودته، وقسمت الدراسة النساء إلى ثلاث مجموعات بعد جراحة إزالة الورم لكنهن احتفظن بأثدائهن، وتعرض الفريق الأول للعلاج الإشعاعي بجرعات كاملة لكامل الثدي، وهو العلاج القياسي الحالي، وتناولت المجموعة الثانية الجرعة الكاملة من العلاج الإشعاعي للمنطقة التي يوجد بها الورم، مع جرعة أقل لباقي أجزاء الثدي، أما المجموعة الثالثة فتلقت الجرعة الكاملة إلى المنطقة التي يكون فيها الورم فقط.

وبعد خمسة أعوام من العلاج شهدت 1% فقط أو أقل من النساء في كل مجموعة عودة سرطان الثدي، وستتم متابعة المرضى في التجربة لمدة خمسة أعوام أخرى للتحقق من أن السرطان لم يعد، وذكر المؤلف الرئيسي الدكتور شارلوت كولز، طبيب الأورام في مستشفى جامعة كامبريدج: نحن سعداء حقًا أننا أثبتنا نهج أن العلاج الإشعاعي فعال في تقليل الآثار الجانبية للعلاج، ويعد الحد من هذه الآثار الجانبية على المدى الطويل أمر ضروري، ليس فقط لأنها تؤثر على الصحة البدنية، ولكنها يمكن أيضًا أن تسبب الضغط النفسي للمرأة بعد العلاج.

وأوضح مستشار الأمراض السريرية البارز في معهد أبحاث السرطان في المملكة المتحدة، البروفيسور آرني بوروشوثام: هذا يمكن أن يسبب تغييرًا حاسمًا في كيفية تعاملنا مع سرطان الثدي، حيث أن هذه التغييرات يمكن أن تمنع وجود آثار دائمة عند الكثير من النساء بعد علاجهن وتخفيف التوتر والضغط النفسي.

والعلاج الإشعاعي جزء أساسي من العلاج لجميع النساء المصابات بسرطان الثدي تقريبًا، وفرصة تقليل سُميّة العلاج لن تقدر بثمن.