جراحة للعيون باستخدام "الليزر"

كشفت دراسة استقصائية حديثة، عن أن مراكز البصريات تتجاهل شرح مخاطر إجراء جراحة للعيون باستخدام "الليزر" للمرضى، مشيرة إلى أن واحدة من بين 3 استشارات في العيادات، قدمت بجودة "رديئة".

وأوضح جهاز "حماية المستهلك"، أن الأسعار المنخفضة نسبياً التي تقدمها مراكز كبرى
ليست صحيحة، في الوقت الذي لا يتوقع العملاء أسعار بعض المنافذ، حيث يعلن "أكسبريس للبصريات"، عن أن تكلفة إجراء الجراحة للعين الواحدة يبلغ نحو 595 جنيه إسترليني، لكن أقل سعر نقل عن الباحثين الذين قاموا بالدراسة، كان 1195 جنيه إسترليني للعين الواحدة لعلاج "الليزك".

كما أعلن "أوبتيماكس" عن أن الأسعار تبدأ من 795 جنيه إسترلينى للعين الواحدة، ولكن أقل الأسعار المعروضة فى الدراسة الاستقصائية كانت 1390 جنيه إسترلينى.

وأرسل "حماية المستهلك" باحثين إلى 18 عيادة تجرى جراحة العيون بـ"الليزر"، لمعرفة أساليب البيع ونوعية المشورة المقدمة فى الاستشارة الأولية.
ووجدت لجنة من الخبراء، أن مشاكل ثلث الاستشارات تتمثل فى أن المضاعفات المحتملة لم تشرح لهم بوضوح. وجاءت العيادات الخاصة، والسلاسل الصغرى والخدمات المقدمة فى المستشفيات على رأس أفضل الأماكن التى تقدم الخدمة الطبية، فيما جاء مستوى الخدمة فى "الهاي ستريت" فى القاع، حيث فشل "إكسبريس للبصريات" فى توضيح المضاعفات للمرضى فى كل زيارة تمت إليه. فعلى سبيل المثال: لم يتم شرح المخاطر المصاحبة لمريض "السكري" المعتمد على "الأنسولين" إلى أحد الباحثين، وتم إعطاء الباحثة إحصاءات غير واقعية عن فرص نجاحها.

وذكرت الدراسة أن مخاطر جراحة العيون بـ"الليزر" تشمل ضعف الرؤية الليلية، والرؤية المزدوجة، والرؤية الضبابية، والتهاب الجفن بصورة مزمنة، وحتى فقدان البصر.
واكتفت العيادات بالعبارة المكتوبة "يحدث جفاف العين المؤلم، نتيجة لتلف الأعصاب التي تحفز الدموع، بينما الضرر الذي يلحق بحافة الجفون، يمكن أن يؤدى إلى نمو الرموش من الداخل، لذلك يستوجب الأمر زيارة طبيب العيون مرات عدة شهرياً". وأخفقت غالبية العيادات فى شرح تفاصيل المخاطر.
وبيّنت الدراسة أن "المضاعفات الخطيرة طويلة المدى نادرة، ولكن في الحالات القصوى، يمكن أن تسبب للمرضى بعض المشاكل على المدى الطويل، مثل: جفاف العين الحاد، لذلك ينبغي على الجميع أن يدرك ذلك قبل الخوض فيه".
وأوضح جهاز المراقبة، أن 4 من 6 زيارات إلى الشركة الرائدة فى سوق البصريات "أكسبريس" تعتبر الخدمة رديئة.

أما عن "أوبتيماكس" فهناك 4 من 5 زيارات، اعتبرت "مرضية"، وواحدة تم تصنيفها "جيدة".
أما عن العيادات الصغيرة، فإن هناك 4 من 7 زيارات، اعتبرت "جيدة"، وواحدة "مرضية"، واثنين "رديئة".
 وخلال ثلاثة زيارات، فشل المتخصًصون فى شرح الحاجة المحتملة لنظارة قراءة فى وقت لاحق. وأوضح الأطباء فى "أكسبريس" أنهم يستخدمون "ليزر" أفضل "لجيلين" من أي شركة أخرى فى المملكة المتحدة، وذلك ليس صحيحًا.
ويرى فريق من الخبراء بعد إجراء تلك الدراسة الاستقصائية، أن شركات البصريات الرائدة أعطت أولوية للبيع على حساب رعاية المرضى، فى ظل افتقادهم لأساسيات البيع.

وطُلب من أحد الباحثين 250 جنيه إسترلينى كرسوم للاستشارة، ولم يتم إبلاغه عن ذلك مسبقاً، كما أنه ضغط عليه لدفع 45 جنيه إسترلينى تكلفة لقطرات العين ومناديل وحمام عين بسبب التهاب العين، فيما أوضحت الباحثة أنه لم يكن لديها أي التهابات.

ويُذكر أن المدير الطبي للخدمات الصحية الوطنية، الأستاذ الدكتور بروس كيو، طالب العام الماضي بضرورة وضع لائحة تنظم جراحة العين بـ"الليزر"، لذلك أعلنت الكلية الملكية للجراحين، عن أنه سيتم تعيين لجان للمراجعة.

ودافعت شركة "إكسبريس" للبصريات عن الخدمات التي تقدمها، وثقة عملائها. وأشارت الشركة إلى أن دراسة أجريت على أكثر من 97 ألف مريض، 99% منهم فضلوا العلاج فى "إكسبريس". وأكدت الشركة، أن رعاية المرضى تحتل المرتبة الأولى بين أولوياتها.