الكاتب والمؤلف المصري أحمد مراد

كشّف الكاتب والمؤلف المصري أحمد مراد، أن طابع الغموض في الروايات هو الأساس والمحرك الأول لمستوى النجاح، حيث أن النهايات المُتوقعة والمعروفة من البداية تُقلل من نجاح القصة، وتسبب الملل من الاستمرار في قراءتها للنهاية، لذلك فإن الإثارة والتشويق المقصود في ثنايا كتاباته تعتبر هي الحبكة القوية للوصول بكل أعماله إلى درب النجاح.

وأكّد مراد  لـ"فلسطين اليوم"، أن كتابة القصة هو أقوى نوع من الحضور الذهني والنفسي والجسدي والعاطفي أيضًا، حيث أن كل شخصية يتم الكتابة عنها في الرواية تأخذ روحها جانب من عاطفة الكاتب وجزء من كيانه الداخلي، موضحًا أن الكاتب هو الشخص الوحيد الذي يعيش حياة كل شخصية يجسدها في أعماله، ولكن على الرغم من الإرهاق النفسي فهذا يعتبر هو ضريبة النجاح.

اقرا ايضا : الكاتب أحمد مراد يحتفي بتسلم جائزة الدولة للتفوق

وأضاف أن الإبداع في تجسيد الشخصيات يتطلب نوع خاص من التركيز على الجوانب النفسية للشخصية، وكان مثالًا لهذا شخصية "يحيى" في رواية "الفيل الأزرق"، حيث كان التركيز على كل أبعاد الشخصية فهو دكتور نفسي، وعلى الرغم من ذلك يعيش حياة غير سوية نفسيًا وعمليًا، كما أنه مدمن للكحول وبعض أنواع المخدرات، ولكن من خلال شخصيته وتأثيره يكون هو محور الرواية وتدور من حوله الأحداث، فيأخذ الكاتب أحمد مراد، القارئ في جولة نفسية إبداعية تخطتفه من عالمه إلى عالم جديد، يعيش معه تفاصيل كل إحساس يعيشه بطل قصته.

وأوضح مراد أن الاختلاف بين الروايات المكتوبة والأفلام السينمائية مقصود، حيث أنه يحاول أن يقدم حكاية جديدة بنكهة الكتاب ولكن مع اختلاف الحبكة الدرامية، فلكل قارئ خيال مختلف عن غيره ويكون حر في بلورة كل شخصية يقرأ عنها في الرواية، ولكن الأفلام لها طابع خاص في عرض الأحداث الروائية، كما أن الأدوار التمثيلية لها رؤية مختلفة عن الرؤى المعروضة من خلال كلمات على الورق يستمتع بتجسيدها القارئ مع ذهنه.

يُذكر أن أحمد مراد من مواليد القاهرة 1978، وهو كاتب وسيناريست ومصور ومصمم غرافيك مصري، حيث تخرّج في مدرسة "ليسيه الحرّية" في باب اللوق عام 1996، قبل أن يلتحق بالمعهد العالي للسينما ليدرس التصوير السينمائي، وتخرّج عام 2001 بترتيب الأول على القسم، ونالت أفلام من إخراجه "الهائمون - الثلاث ورقات - وفي اليوم السابع" جوائز للأفلام القصيرة في مهرجانات في إنكلترا وفرنسا وأوكرانيا.

وقام بتأليف العديد من الروايات ومنها، "فيرتيغو"، و"تراب الماس"، و"الفيل الأزرق"، والتي كانت ضمن القائمة القصيرة لجائزة البوكر العربية عام 2014، ورواية 1919، وأرض الإله وغيرها، وشارك في تأليف عدة أفلام، منها "الفيل الأزرق" عن رواية له تحمل نفس الاسم، كذلك قام بتأليف فيلم "الأصليين"، كما أنه في الوقت الجاري يقوم بالتحضير للجزء الثاني من فيلم "الفيل الأزرق"، وهذا بعد نجاح فيلمه الأخير "تراب الماس"، والذي كان عن روايته أيضًا.

قد يهمك ايضا : "الشارقة القرائي" يبرز دور الروايات في تعرف الطفل على التاريخ

وديان الشهري تبرز أهمية وجود الرجل في "زمرة أبيلية"