الأطفال

زعم الخبراء أن المعلمين، الذين يتجنبون الاتصال الجسدي، مع الأطفال في الفصول الدراسية مذنبين بسبب إساءة معاملة الأطفال، وأوضح أعضاء من جمعية علم النفس البريطانية "BPS"، الذين لا يلمسون الأطفال عندما يكونوا سعداء أو غاضين أو يشعرون بالقلق في الواقع ربما يسببون الضرر ويعيقون تطور التلاميذ، وأضاف الخبير في علم نفس الطفل، شون كاميرون، "ما ينقصنا هو الاعتراف بأهمية اللمسة، وأن منع اللمسة في حد ذاته شكل من أشكال الإيذاء النفسي".

ودعا علماء النفس من الجمعية المدارس، إلى تغيير موقفهم تجاه الاتصال الجسدي مع الطلاب موضحين لأولياء الأمور، أن التلامس ليس ضروريًا فقط لكنه جزء لا يتجزأ من العلاقة بين المعلم والتلميذ، وبيّن البروفيسور رئيس علم الأعصاب المؤثرة في جامعة جون مورس في ليفربول، فرانسيس مكجلون، أن الاتصال الجسدي مع الأطفال ضروري للغاية لنمو دماغهم، وتحدث مكجلون في مؤتمر جمعية علم النفس البريطانية عن الاتصال الجسدي، في المدارس وخدمات الأطفال موضحا أن الامتناع عن الاتصال الجسدي، أقرب إلى حرمان الطفل من الأكسجين، مضيفا "أشعر بالقلق حيال إلصاق الشر باللمس، إنها أمر قاسي للغاية، ويعد شكل من أشكال سوء المعاملة، الأدلة العلمية لا تقبل الجدال، وأنا لا أتحدث عن هراء نفسي لكني أتحدث عن علم أعصاب واضح".

وعلى الرغم من أن الاتصال الجسدي بين المعلمين والطلاب، لا يعد غير قانوني لكن الحكومة تنصح المدارس باتباع سياسة عدم اللمس، وأوضحت إدارة الإرشاد التعليمي أنه في حين أنه ضروري أو مرغوب للمعلم أن يلمس الطفل على سبيل المثال عند التعامل مع الحوادث أو تعليم الآلات الموسيقية إلا أن الاتصال الجسدي يمكن أن يعتبر بسهولة غير مناسب وغير مهني، وذكر رئيس الوزراء البريطاني السابق ديفيد كاميرون في مؤتمر جمعية علم النفس البريطانية "BPS" أن كثير من مديري المدارس يعتبرون لمس الطفل خطر لا مبرر له، مضيفا "من خلال عدم التشجيع على اللمس فأنت تحرم شاب من فعل إنساني جدا، لكننا أيضا ننظر إلى الموقف باعتباره أداه حيث يمكن للشاب استخدامها للتحكم في المدرس، إنه أمر مزدوج حقا".

وأفادت الأمين العام لرابطة المعلمين والمحاضرين، ماري بوستيد ،أن الرابطة تعترف بأن العلاقة الإنسانية مع التلاميذ تشمل الاتصال الجسدي في بعض الأحيان لكنها تنصح المعلمين دائما بتوخي الحذر، قائلة "لا تضع نفسك في موقف خطير، لا تضع نفسك فيو ضع يجعل الطفل يتهمك باتصال جسدي غير ملائم، بالطبع يجب حماية الأطفال ولكن للمعلمين أيضا الحق في الحماية من تدمير حياتهم المهنية بسبب اتهامات كاذبة".