فهمي السيد مدرس الكيمياء

فى لفتة إنسانية تعبر عن مدى تقديره وحبه لمعلمه الراحل، وزع فهمي السيد، مدرس كيمياء فى مركز بسيون محافظة الغربية، 300 كتاب "مندليف ونيوتن"، على الطلاب مجانًا، كصدقة جارية على روح معلمه وصديقه دكتور الكيمياء، عاطف خليفة.

"الدكتور خليفة كان خيره عليا، هو اللي علمني كتير في الكيمياء وبفضله أنا مدرس معروف هنا، ولما كنت بتعثر في أي حاجة كنت بلجأ له وكان بيساندني".. لهذه الكلمات بدأ "فهمي"، الحديث عن معلمه الذى أكد أن أسرة أستاذه الراحل تعاونت معه وتحملت جزءا من تكلفة طباعة الكتاب، الذى وزعه على طلاب الثانوية العامة قبل أيام من امتحان مادة الكيمياء: "الكتاب ده أنا اللى مجمع فيه كل التفاصيل والجزئيات المهمة في المنهج وبالشرح التفصيلي عشان الطالب يقدر يفهمها من غير ما يرجع حتى ليا، أو لمدرس المادة بتاعته".

طوال 9 سنوات، قضاها "فهمى" فى تدريس الكيمياء، كان "خليفة"، مثله الأعلى وقدوته سواء على المستوى التعليمي أو التربوي، فقد كان يتمتع بخُلق وسعة صدر رحبة، تجعله قادرًا على الاستماع لأسئلة كافة الطلاب والإجابة عليهم بهدوء شديد: "كل الحاجات دي أنا اتعلمتها منه وهو اللي قبل ما يتوفى كان بيوصيني على الطلاب أعاملهم زي ولادي أو إخواتي الصغيرين وأشرح لهم مرة و20 لحد ما يفهمهوا المعلومة".

وبحسب "فهمي"، فقد كان صديقه خير نموذج للمعلم المثالي الذي يتفانى في عمله من أجل الطلاب: "لو كان عايش كان هيفرح جدًا إننا بنوزع كتب تفيد الطلاب، هو نفسه مكنش هيتردد في أنه يعمل ده".

كتب "فهمي" في مقدمة الكتاب إهداء إلى صديقه ومعلمه الراحل، وطلب من الطلاب قراءة الفاتحة على روحه، ليربيهم على تقدير المعلم والاعتراف بدوره وأهميته، متمنيًا أن يحذو الجيل الجديد حذوه في تقدير المعلمين: "الجيل الجديد طالع مش عنده أي تقدير للمدرس اللي بيعلمه، والكتاب اللي حطيته بين أيديهم ده رسالة مني عشان يشوفوا قد إيه أنا مُقدر الدكتور خليفة ومعترف بفضله عليا".ولفت إلى أنه لولا انتهاء الامتحانات لطبع نسخًا أخرى من الكتاب لتوزيعه على عدد أكبر من الطلاب، قائلًا: "مع العام الجديد هطبع نسخ تانية".

قد يهمك أيضًا:  

  تعرّف على الجامعات الـ10 الأوائل في قائمة الأفضل أقل من 50 عامًا

    تقرير يبيّن تأثير ارتفاع الرسوم الجامعية على الطلاب اللاجئون والأجانب في فرنسا