طائر الغراب

وجد الباحثون أن طائر الغراب يمكن أن تذكر المدربين الذين قدموا لهم صفقة عادلة عن طريق تبديل طعامهم حتى بعد شهر ، حيث أن فصيلة الغرابيات من الطيور، تستطيع الفهم بطريقة كبيرة ، وهو ما أظهرته طيور الغربان والعقيق وغيرها.

وقام علماء من جامعة فيينا بتدريب مجموعة من سبعة غربان ، على تبديل قطع من الخبز بكتل ​من ​الجبن، في حين يرصد طائران آخران عملية التبادل ، ثم يتعرضوا في المرحلة الثانية، إلى ثلاثة من المدربين، واحد منهم سيقوم بالعملية كما هي تبديل الخبز بالجبن، والآخر يتصرف بحياد، وسيعطي الخبز، والثالث مدرب غير عادل يحفظ الخبز ويأكل الجبن .

واختبر الباحثون الطيور على ما تعلموه ، وذهبت الطيور السبعة المدربة قاموا بالتجربة العادلة وتجنب الخداع ، ومع ذلك لم يظهر أن الطائرين الغير مدربين أنهم تعلموا التجربة التي قامت بها الطيور الأخرى مباشرة، وبعد تكرار التجربة بعد شهر، فضلت سبعة من الطيور التسع ،للتجربة العادلة وقاموا بتبديل الخبز بالجبن.

وكتب الباحثون في الدراسة لصحيفة "سلوك الحيوان" : "تظهر نتائجنا أن الغربان يمكن أن تتذكر، بعد مرور أيام ، تذكرت الطيور من ذوي الخبرة المباشرة الذين تصرفوا بشكل تعاوني في الماضي ، كما تصرفوا وفقًا لذلك في مهمة المعاملة بالمثل مباشرة في المستقبل، سواء كان ذلك بعد يومين أو حتى بعد شهر، وهذا يشير إلى أن الغربان ممن دخلوا في تجربة مباشرة يمكن أن يعتمدوا على ذاكرتهم من تسلسل التفاعل فقط".

ويستند البحث إلى النتائج السابقة التي توصلت إليها جامعة فيينا ، وفي عام 2015 اكتشف علماء من الجامعة أن الغربان يعاقبون أولئك الذين لا يقومون بالتجربة العادلة ، وهذه هي المرة الأولى التي يلاحظ فيها هذا النوع من السلوك ، الذي يشبه الشرطة الاجتماعية، خارج البشر والرئيسيات الأخرى.

وأشارت الأبحاث الجديدة إلى أن هذه القدرة على تحديد السلوك التعاوني وغير المتعاون لا تقتصر على الطيور من نفس الفصيلة، ويعتبر من أسباب وجود مستويات عالية من الذكاء لدى الغربان لا يزال غامضًا ، كما يعتقد أن كبر حجم الأدمغة والمخ تجعل الحيوانات أكثر ذكاءً ، وفي سلسلة من الاختبارات المعرفية التي أجريت في جامعة لوند في السويد في العام الماضي، كان أداء الغربان أفضل من الشمبانزي، على الرغم من دماغها أصغر بكثير.

واختبر الفريق ذكاء الطيور باستخدام ما يعرف بإسم "مهمة الإسطوانة" التي تقيس مستوى ضبط النفس عند الحيوانات، وقال الفريق إنه مؤشر رئيسي على مستويات الذكاء ، فقد شارك في الدراسة مجموعه من خمسة من الغربان البالغين، و 10 من طائر الكاليدونيين كرو، و 10 من الغراب الزرعي.

وتمت مقارنة نتائج الاختبارات مع نتائج تجربة مماثلة أجريت مع الشمبانزي، وتم تسجيل أحجام الدماغ ، وكانت الغربان الأكثر نجاحًا واعتبرت الأكثر ذكاءً مع درجة 100% وهي نفس النتيجة مثل الشمبانزي.