الضباب الدخاني القاتل في الصين

وعد رئيس الوزراء الصيني، لي كه تشيانغ، بتصعيد معركة بلاده ضد الضباب الدخاني القاتل، مشيرًا إلى أنّه "سنجعل سمائنا زرقاء مرة أخرى"، وأصبحت المدن الصينية مرادفًا للاختناق من تلوث الهواء في السنوات الأخيرة وهو ما يعد السبب في مليون حالة وفاة مبكّرة سنويًا.

وتحدّث لي في مؤتمر الشعب الوطني في بكين، الأحد، معترفًا أن بلاده تواجه أزمة بيئية خطيرة تركت المواطنين الصينيين في أمسّ الحاجة للإغاثة، كاشفًا عن تدابير خرق الضباب الدخاني بما في ذلك خفض استخدام الفحم ورفع مستوى محطات الطاقة التي تعمل بالفحم وخفض الانبعاثات من المركبات وتشجيع استخدام السيارات ذات الطاقة النظيفة ومعاقبة المسؤولين الحكوميين الذين يتجاهلون الجرائم البيئية أو تلوثًا للهواء، ويتم وضع المصادر الرئيسية للملوثات الصناعية تحت المراقبة على الإنترنت على مدار 24 ساعة في محاولة لخفض الانبعاثات.

وأكّد لي أن مستويات "PM2.5" للتلوث ستنخفّض بشكل ملحوظ العام المقبل لكنه لم يذكر أي هدف محدّد، مضيفا أنّ "معالجة الضباب الدخاني ترجع لكل شخص منا والنجاح يعتمد على العمل والالتزام، ومع محاولة المجتمع بالكامل سيكون لدينا المزيد من السماوات الزرقاء مع مرور كل عام"، وتعدّ "PM2.5" جسيمات صغيرة في الجو وترتبط بسرطان الرئة والربو وأمراض القلب، وعلى الرغم من رسالة لي المبهجة إلا أنه كان حذرا أكثر مما كان عليه قبل 3 سنوات عند إعلانه في كلمة افتتاحية عن الحرب ضد التلوث بحزم، ومحذّرا من أن الضباب الدخاني يعدّ إنذارًا طبيعيًا بالضوء الأحمر ضد التنمية العمياء وغير الفعالية.

وكُشف أنّ عشرات الآلاف من لاجئي الضباب الدخاني فرّوا من المناطق الشمالية المنكوبة بالتلوّث في ديسمبر/ كانون الأول الماضي نتيجة حالة التأهّب القصوى في البلاد بسبب التلوث، وأفادت مغنّية الأوبرا الصينية التي حضرت خطاب لي، وي سونغ، أنه "غير إنساني لتحقيق أهداف التنمية من التضحية بالبيئة داعية إلى اتخاذ إجراءات أكثر صرامة ضد الملوثين، يجب على الحكومة زيادة العقوبات لإعلان إفلاس الشركات المسؤولة، وإن كان العقاب قليل سيستمرون في التلوّث".

ودافع مسؤول الحزب الشيوعي رفيع المستوى من إقليم نينغشيا في الصين، تشانغ باو ، موضحًا أنها تحسّنت كثيرًا في مجال البيئة، وزاعمًا أن عدد الأيام الملوّثة بالدخان الكثيف تراجع في بكين بفضل جهود الحكومة، وأن محافظته التي تبني أكبر مزرعة للطاقة الشمسية على وجه الأرض تفعل الشيء نفسه، وبيّن تشانغ أن دور نينغشيا في الرياح الصينية والثورة الشمسية يعني الحصول على 40% من الطاقة من مصادر الطاقة المتجدّدة.