الصين هي المستورد الأكبر لجلد الحمير

كشفت تقارير حديثة أن آلاف الحمير في البلدان النامية، تتعرض للقتل لبيع جلودهم في الصين، لاستخدامها في الطب التقليدي، وأدت طلبات جلد الحمير المستخدمة في إنتاج الجيلاتين الذي يعد العنصر الرئيسي في دواء "ejiao"، إلى رفع سعرها ومعدل ذبحها، ما يهدد سبل عيش المجتمعات الفقيرة التي تعتمد على الحمير.

ويرجع ظهور التجارة العالمية في جلود الحمير إلى صعود الطبقة المتوسطة في الصين، وزيادة إدراك فعالية دواء ejiao والذي يتم بيعه بما يصل إلى 300 أسترليني للكيلو الواحد، وأوضحت إيما فارانت، رئيس سجل الأعشاب الدوائية الصينية، قائلة "هذا ما نطلق عليه منشط للدم، إنه جيد لبناء الجسم، ويساعد فيما هو معروف بالطب الصيني بنقص الدم لحالات مثل فقر الدم، والدورة الشديدة والسعال الجاف، ويأتي عادة في قطع مجففة وتم صهرها مع مزيج من الأعشاب للشرب".

وأضافت فارانت "نحن ندين استخدام أي مادة تعرض الحيوانات للخطر، وفي بريطانيا يعد أمرًا غير قانونيًا للمعالجين بالأعشاب وصف المنتجات الحيوانية، والعديد من الأشياء المرتبطة بالطب الصيني لها بدائل، وعلى سبيل المثال بالنسبة لجلد الحمير يمكن استخدام الجيلاتين من نماذج حيوانية أخرى مثل لحم البقر أو الخنزير أو الدجاج، وبالنسبة للنباتيين يمكن استخدام الأعشاب البحرية".

ويفوق الطلب على جلود الحمير المعروضة، وتتم التجارة في جلد الحمير بمقدار 1.8 حمار سنويًا، ويتوقع أن الطلب العالمي يتراوح بين 4-10 مليون من جلد الحمير وفقا للتقارير، ما أدى إلى ارتفاع سعر الحمير في بعض البلدان، ما جعل الحصول عليه أكثر صعوبة للناس الذين يستخدمونها في نقل البضائع إلى السوق وزراعة الأرض وجلب الماء، وارتفعت تكلفة الحمار في بوركينا فاسو على سبيل المثال من 60 إسترلينيًا عام 2014، إلى 108 أسترليني عام 2016.

وأشارت البلدان التي تضم أعدادًا كبيرة من الحمير، إلى زيادة معدل ذبحهم، وتم الإبلاغ عن ذبح الحمير غير القانوني في مصر وجنوب أفريقيا وتنزانيا، فيما تبين أن المجازر الحكومية القانونية في كينيا وإثيوبيا تعتبر موطن لأكبر عدد من الحمير في أفريقيا، وتعتبر الصين التي انخفض فيها عدد الحمير إلى النصف منذ عام 1991، المستورد الرئيسي لجلد الحمير، وتأكد التصدير إلى البرازيل ومنغوليا وأفغانستان والعديد من البلدان في جميع أنحاء أفريقيا.

وأعلن مايك بيكر الرئيس التنفيذي لمنظمة Donkey Sanctuary، قائلًا "تواجه المجتمعات المحلية في جميع أنحاء العالم خطر الفقر أو فقدان الاستقلالية، لا يجب أن يستمر هلاك أعداد الحمير، ويجب عدم حرمان المجتمعات من الوسيلة الوحيدة لديهم للبقاء على قيد الحياة".

ويعد دواء Ejiao حكر على الملكية الصينية، وزاد التسويق عبر الإنترنت والتليفزيون للدواء منذ عام 2010 وأصبح الدواء أكثر رواجًا بين جمهور الشباب، وحاول المزارعون تلبية الطلب المتزايد على دواء ejiao من خلال تربية الحمير إلا أن ذلك لم ينجح بشكل كبير، نظرًا لانخفاض خصوبة الحمير، وضغط منتجو الدواء على الحكومة الصينية لدعم مربي الحمير لتزويد السوق بالدواء وتقليل العجز في المعروض، ويعتقد أن التلقيح الصناعي والتربية الانتقائية تستخدم لزيادة تكاثر الحمير.

ويعتبر استهلاك لحوم الحمير من الموروثات الشعبية في بعض مناطق الصين، وتعد مُكلفة للغاية، وتأكل بعض الجماعات في أفريقيا لحم الحمير باعتباره مصدر غير مكلف ويمكن الحصول عليه من البروتين الحيواني، لكنهم فقط يذبحون الحمير الكبيرة أو العاجزة عن العمل، وفي العديد من المجتمعات يعتبر استهلاك الحمير من المحرمات.

وتابع فيليب مانسبريدغ المدير البريطاني للصندوق الدولي للرفق بالحيوان، "استمرار استخدام المنتجات الحيوانية في الطب الصيني التقليدي  (TCM) أمر ليس هناك حاجة لحدوثه، وعلى الرغم من أن هناك 3% فقط من المواد الطبية التقليدي، تعتمد على هذه المنتجات إلا أن الكثير من التجار عديمي الضمير يعملون على تحفيز الطلب والترويج لمنتجات غير ضرورية غير مرخصة ومزورة، مع الإعلان عن ادعاءات علاجية كاذبة لهذه المنتجات".

وحظرت 5 دول هي باكستان والسنغال ومالي وبوركينا فاسو والنيجر، الصادرات التي تحتوي على جلد الحمير، فيما حذرت منظمة Donkey Sanctuary إلى أن المزيد من البلدان بحاجة إلى حظر ذبح وتصدير الحمير من أجل جلودهم، وأضاف بيكر "نحث على وقف هذه التجارة حتى تظهر بعض الإنسانية وعدم الخطورة على أعداد الحمير والمجتمعات التي تعتمد عليها، ويجب على الناس أن يدركوا أثر دواء ejiao على حياة الناس في جميع أنحاء العالم، إنها ليست مجرد قضية رفق بالحيوان لكنها أزمة إنسانية، ونحن بحاجة لاتخاذ إجراءات الأن لوقف ذلك".