تُحوِّل أكبر بحيرة للمياه العذبة لأرض قاحلة

تسبّبت الحمم البركانية المتدفقة مِن بركان كيلوا في هاواي في تبخير أكبر بحيرة للمياه العذبة في الجزيرة، وقال مسؤولو هيئة المسح الجيولوجي الأميركية إن الحمم البركانية صبت في بحيرة جرين في الثاني من يونيو، وخلال 90 دقيقة فقط، كانت الصخور المنصهرة تغلي البحيرة بأكملها إلى درجة التبخر، وكانت البحيرة ذات عمق يصل إلى 200 قدم في بعض الأماكن.
ولا تزال الحمم بعد ما يقرب من 10 أيام، تندلع من الشق الثامن على ارتفاع يصل إلى 160 قدما، وملأت الحمم المتدفقة البحيرة بالكامل.

أرض قاحلة في مكان البحيرة ذات الـ400 عام
كانت بحيرة جرين، المعروفة أيضًا باسم كا واي بيليه، عمرها 400 عام وواحدةً من بحيرتين عذبتين فقط على جزيرة هاواي، ومن سخرية القدر أن أساطير هاواي تقول إن البحيرة كانت أول مكان يزوره إله البركان بيليه.
خلقت الحمم البركانية المتدفقة من البركان مساحة ضخمة من أرض جديدة، وتلك الأرض الجديدة في خليج كابوهو مملوكة الآن للدولة، لكن تلك الأرض لن تبدو مثل الأراضي الزراعية التي تهيمن على تلك المنطقة من الجزيرة الكبيرة في أي وقت قريب.

أحدث ثوران للبركان الأحد الماضي
وقالت هيئة المسح الجيولوجي الأميركية إن أحدث ثوران وقع يوم الأحد، وتسبب في إطلاق الرماد في الهواء مما تسبب في مخاطر على طرق القيادة في أجزاء من الجزيرة الكبيرة، وأضافت أن نوافير الحمم البركانية تتدفق من شقوق في البركان وصلت إلى ارتفاع 55 مترا، منذ ليلة السبت إلى الأحد، واندفعت تدفقات الصخور المنصهرة إلى المحيط الهادي.
وبدأ ثوران بركان كيلوا لأول مرة في 3 مايو/ أيَّار، مسببا تدفق الحمم البركانية على المجتمعات السكنية وسريانها نحو المحيط الهادئ، والتقت الحمم لأول مرة بالمحيط في 20 مايو/ أيَّار.

39 يومًا من التدمير
ثوران البركان الذي دخل يومه التاسع والثلاثين الأحد، هو الأكثر تدميرا في الولايات المتحدة منذ اندلاع أحداث العنف عام 1980 في جبل سانت هيلين في ولاية واشنطن، وأدى ثوران البركان إلى تحويل مئات الأميال المربعة إلى أراضٍ قاحلة، وقتل ما يقرب من 60 شخصًا، وفقًا لعالم البراكين في جامعة هاواي في مانوا الجيولوجي سكوت رولاند.

الحياة البحرية والحيوانية تتأثّر لعقود قادمة
ومن المتوقع أن يؤثر الثوران على الحياة البحرية والحيوانية للدولة لعقود حيث تتغير البيئة في أعقاب تدفق الحمم البركانية، عندما تختلط الحمم البركانية، وهي ينبعث منها ثاني أكسيد الكبريت وحمض الهيدروديك بالماء، فإنها تغير الحموضة في الماء، وإذا تغيرت الحموضة بدرجة كبيرة، فقد يكون لها تأثير ضار على الحياة البحرية الحساسة التي إما ستترك المنطقة أو تبقى بعيدا عنها في المستقبل، وبالإضافة إلى ذلك، عندما تلتقي الحمم بالمياه فإنها تلطّخها بجسيمات زجاجية صغيرة، وتلك الجسيمات ستمثل ضررا عندما تنتقل للحيوانات ذات الخياشيم.
وأدى البركان إلى إزالة مشروع "فاكيشن لاند" بالكامل، وهو مشروع خاص يُعتقد بأنه يضم نحو 160 منزلا، كما غطّت الحمم ما لا يقل عن 330 منزلا في شاطئ كابوهو.