بطاطين الطوارئ تحمي المهاجرين من العوامل الطبيعية

يتخذ عشرات المهاجرين من بطاطين الطوارئ، ستارًا لهم لحماية أنفسهم من العوامل الطبيعية، في الوقت الذي يستقرون فيه على صخور الساحل الإيطالي بعد قضاء الليلة قبل الماضية في العراء، واحتشدت هذه المجموعة من المهاجرين سويًا والمؤلفة من 50 مهاجرًا في بلدة فينتيميليا الواقعة على الحدود مع فرنسا.

وانتقلت الشرطة الإيطالية أول أمس السبت إلى معبر حدودي لتفريق نحو 200 مهاجر يعتصمون هناك لرفض الشرطة الفرنسية السماح لهم بدخول البلاد، وتكشف هذه الصور الرجال وهم يبتعدون عن السياج الأمني الذي أقامته الشرطة ويلجأون إلى الصخور قرب المنطقة الحدودية، وفي الوقت ذاته أظهرت الصور اللاجئين من سورية صباح أمس الأحد، وهم يغادرون العبارة في ميناء بيريوس بالقرب من العاصمة اليونانية آثينا، وقد وصل المئات خلال الأيام القليلة الماضية إلى الجزيرة اليونانية ليسفوس وليس بحوزتهم أي أوراق.

وتأزمت الأوضاع في المنطقة الحدودية التي تفصل بين إيطاليا وفرنسا، بعدما صاح أحد الرجال "أين حقوق الإنسان؟" على إثر المعاملة القاسية التي لاقاها 200 مهاجر على يد ضباط مكافحة الشغب، ومن جانبه فقد أكد مسؤول إيطالي أن المحتجين سيتم نقلهم عبر حافلات إلى مراكز الاستقبال غربي ضاحية إيمبيريا، في الوقت الذي دخل فيه بعض المهاجرين ممن تم رفض دخولهم إلى فرنسا في إضراب عن الطعام، فيما نظم آخرون اعتصامًا عند المعبر الحدودي وحاولوا عرقلة حركة المرور.

وأتى معظم المهاجرين من الرجال والنساء والأطفال، من الصومال وإريتريا وساحل العاج والسودان، وقد أدركوا إيطاليا باستخدام القوارب من ليبيا، وكان الكثير منهم يأمل في الذهاب إلى ألمانيا، بريطانيا أو السويد من أجل طلب اللجوء، ولكن شرطة الحدود الفرنسية أدلت لوكالة "فرانس برس AFP" في وقت سابق بأنهم تلقوا تعليمات بعدم السماح للمهاجرين بالدخول إلى فرنسا.

ويذكر أنه تم ىعتراض عدد قياسي يقدر بنحو 1,439 مهاجر هذا الأسبوع من قبل الشرطة الفرنسية في منطقة ألب مارتايمز جنوب شرق فرنسا، مع عودة 1,097 إلى إيطاليا، هذا وأقدمت الرقابة على الحدود بتعليق الانتقال مؤقتًا فيما بين الدول التي تطبق نظام شنغن الذي يمكن المهاجرين في إيطاليا بالسفر إلى البلاد المجاورة مثل فرنسا والنمسا وسويسرا وسلوفينيا، ويرجع ذلك إلى القمة المنعقدة لقادة الدول الصناعية الكبرى "G7" في ألمانيا.

وأدلى مصدر مقرب من وزير "الداخلية" الفرنسي برنار كازنوف إلى وكالة "فرانس برس AFP" السبت، بأن الشرطة لا يمكنها السماح للمهاجرين غير الشرعيين بالدخول إلى فرنسا، في الوقت الذي تواجه فيه أوروبا موجة استثنائية للهجرة، ولكن رئيس بلدية فينتيميليا إنريكو لوكولانو أخبر الصحافيين أن بعض المهاجرين يبدو بأنهم دخلوا إلى فرنسا عبر استخدام القطار.

وأدى تعليق شنغن عن التطبيق إلى زيادة الضغوط الواقعة على إيطاليا، في الوقت الذي تواجه فيه توطين حوالي 76,000 شخص في مراكز الاستقبال، وفي ظل وجود مئات المهاجرين يتخللهم أطفال بعمر ثلاثة أعوام يفترشون محطات القطار في ميلانو وروما، ما دعا رئيس الوزراء ماتيو رينزي أمس الأحد بالتهديد باللجوء إلى الخطة "ب" في التعامل مع المهاجرين التي ستضر أوروبا في حال إذا لم يتم إعطاء إيطاليا مزيدًا من المساعدة من جانب الإتحاد الأوروبي لحل الأزمة التي لا ينبغي التقليل منها، فإيطاليا تكافح من أجل استيعاب موجة لا نهاية لها من مهاجري القوارب.

وتحدث رئيس الوزراء الإيطالي في لقاء صحافي نشر في صحيفة "كوريير ديلا سيرا" اليومية، أن الإتحاد الأوروبي يجد صعوبة في الحصول على توافق في الآراء بشأن الخطة المقترحة لتوزيع المهاجرين والتي تقضي بتوزيع 24,000 مهاجر على بلدان أخرى، إلا أن إيطاليا تأمل في أن تساعد القمة التي يعقدها الإتحاد الأوروبي في الـ25 من حزيران/يونيو للوصول إلى حل لهذه الأزمة، مضيفًا بأن أكثر من 57,000 من المهاجرين وطالبي اللجوء تم إنقاذهم من الغرق في عرض البحر وجلبهم إلى إيطاليا هذا العام، ومن ثم يكون الرقم قد ارتفع من 54,000 في الوقت ذاته من العام الماضي.