وشم ذكي يحوّل التجاعيد وسائل تحكّم بالهاتف

تعتبر عيوب الجسم من علامات الشيخوخة، إلا أن العلماء وجدوا غرضًا عصريًا جديدًا لها، حيث صمّم فريق منهم مجموعة رقيقة من الوشم الإلكتروني المؤقت والذي يمكنه تحويل علامات الجسم مثل التجاعيد والوحمات إلى أزرار حساسة للمس للتحكم في الهاتف الذكي، ويتكون الوشم المسمى "SkinMarks" من أجهزة استشعار مدمجة تسمح للمستخدمين بلمس أو الضغط على علامات الجسم أو تمرير الأصابع فوقها للوصول إلى وظائف الهاتف المختلفة، وتم تطويره من قبل فريق من العلماء في جامعة سارلاند في ساربروكن في ألمانيا بالتعاون مع غوغل.

وأشار الباحثون إلى أن الجسم يوفّر العديد من المعالم التي يمكن التعرّف عليها نظرًا للبناء الكامن للهيكل العظمي واختلاف ملمس ولون ومرونة البشرة ما أدى إلى هذا الابتكار، وكتب الباحثون في دراستهم "يعد SkinMark"s" وشم تفاعلي مؤقت يستشعر اللمس من خلال أقطاب دقيقة ويدعم الضغط والإدخال والإنتاج المرئي النشط، ومن خلال رقة ومرونة الوشم فيعتبر متوافقة مع الهندسة غير النظامية مثل الخطوط المثنية والعظام البارزة مع تمكين المستخدم من الرجوع لهذه العلامات فعليًا وبصريًا".

ويصنّع الوشم من الورق مع الأسلاك، طباعة الأقطاب الكهربائية أعلاه، ويقال إن الوشم الإلكتروني أنحف من شعرة الإنسان، وجاء في الدراسة  أنّه "لتصنيع الوشم التفاعلي استخدمنا ورق التاتو التجاري المتاح كمادة أساسية وفقا لما هو مقترح في أعمال سابقة، وقمنا بطباعة طبقة أو عدة طبقات من الأحبار الوظيفية عليه وبعد طباعة كل طبقة تمت معالجة الحبر بحرارة تصل إلى 130 درجة مئوية، وبعد إضافة طبقة رقيقة لاصفة أصبح الوشم جاهز لنقله على البشرة".

وعلى الرغم من أن الوشم يبدو كما لو كان شيء من أفلام الخيال العلمي إلا أنه يتم تطبيقه على البشرة مثل الوشم العادي الذي يستخدمه الكثيرون من خلال وضع قليل من الماء عليه مع الضغط على الجلد، وركزت تصميمات الوشم على الوظيفة التي سيقوم بها والمكان الذي سيتم لصقه فيه، وعلى سبيل المثال أنشأ فريق العلماء وشمًا يمكنه التحكّم في مشغل الموسيقى على الهاتف الذكي، وتم لصق واحد منه على جانب إصبع السبابة والذي ضم مستشعر منحني مطبوع مع عناصر للعرض حساسة للمس، وعند الثني يتم تغيير الوظيفة على أساس وضع الإصبع، وتم وضع وشم آخر على مفصل الشخص وعندما يقوم الشخص بتمرير أصبعه عليه يتغير صوت الهاتف، وهناك أيضا وشم متلالئ والذي يتوهج عند مرور تيار خلاله، ويمكن أن يكون الوشم على شكل أيوقنة تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي والتي تضيء عندما تتلقى إشعارًا.

وهناك وشم على شكل قلب حساس للمس والذي يمكن وضعه عند وحمة الولادة مثلا لإخبار المستخدم بشأن أحد أفراد أسرته المحببين له، وعند لمسه يتم الاتصال بهذا الشخص، وصمّم فريق الباحثين أيضا وشم "CaptureMark" والذي يتّخذ شكل كرة دائرية لالتقاط الأشياء الافتراضية في ألعاب الواقع المُعزز مثل البوكيمون على سبيل المثال، حيث يتم إخبار المستخدم عن الأشياء الافتراضية من خلال صدى صوت، ويمكن للمستخدم محاولة الإمساك بهذه الأشياء من خلال الضغط على الوشم، وبعدها يومض وشم "CaptureMark" ويضيء لبضع ثوان لإخبار المستخدم أنه تم الإمساك بالعنصر المطلوب.

وعلى الرغم من أن هذا الوشم سيغير الطريقة التي نستخدم بها الهواتف الذكية إلا أن كريس هاريسون من جامعة كارنيجي ميلون، أكّد أنّه "لا زال أمامنا نحو 10 سنوات قبل أن نشهد انتشار استخدام الوشم الإلكتروني، سيكون لديك هذا الوشم الرقمي خلال عام 2050 وبعدها بخمس دقائق يمكنك الخروج مع أي فون 22 على ساعدك".