واشنطن ـ رولا عيسى
أطلقت وكالة "ناسا" بعثة جديدة لدراسة حدود الغلاف الجوي للأرض، للحصول على نظرة غير مسبوقة على آثار الطقس الفضائي، حيث انفجر قمر الاتصالات الصناعي التجاري SES-14 الذي يحمل جهاز المراقبة العالمية الجديدة (Gold) يوم الخميس من مركز جويانا للفضاء في إطلاق بقيادة اريانسبيس، ولكن، لم يمض وقت طويل بعد الإقلاع، فقدت الشركة اتصالا مع المرحلة الثانية من صاروخ آريان 5.
وأكدت أريانسباس أنها على اتصال وثيق مع المركبة الفضائية المفقودة لفترة وجيزة بعد "الشذوذ"، ويقول كلا من الأقمار الصناعية على متن الصاروخ وصلت المدار، وتعني النكسة الطفيفة أن المركبة الفضائية "SES-14" ستصل إلى المدار الثابت بالنسبة إلى الأرض بعد 4 أسابيع من الموعد المقرر أصلا، وفقا لمشغل خدمة القمر الصناعي "SES"، ولكنه في حالة جيدة لتنفيذ مهمته
وأعلنت وكالة ناسا أن جهاز Gold على متن القمر الصناعي SES-14 سيدرس عن كثب التفاعل بين الغلاف الأيوني الأرضي والجسيمات الفضائية، ويقول ريتشارد إيستيس، الباحث الرئيسي في مختبر للغلاف الجوي والفضاء في جامعة كولورادو بولدر: "الغلاف الجوي العلوي متغير أكثر مما كنا نتصور سابقا، ولكننا لا نفهم التفاعلات بين جميع العوامل المعنية، وهنا يأتي دور هذا الجهاز، فللمرة الأولى، هذه المهمة تعطينا الصورة الكبيرة لكيف تجتمع العوامل المختلفة وتقوم بالتأثير على بعضها البعض"، ومن المعروف أن هذه المنطقة صعبة الدراسة، وتخضع للتغيرات السريعة التي يمكن أن تحدث في اقل من ساعة، فهي تستجيب لكل من الطقس الأرضي وطقس الفضاء، وقال السيد طلعت، كبير علماء فيزياء الشمس في مقر وكالة ناسا في واشنطن، "لقد أحدثت أقمار الأرصاد الجوية الصناعية الأولى ثورة في فهمنا للطقس الأرضي وقدرته على التنبؤ به، فنحن نتوقع أن هذا الجهاز سوف تعطينا نظرة جديدة ومماثلة في ديناميات الغلاف الجوي العلوي والبيئة الفضائية كوكبنا"، أما جهاز " Gold " فهو بحجم الثلاجة الصغيرة، وفقا لوكالة ناسا، ويزن فقط 80 رطلًا، وهو الطيف التصويري، مما يعني أنه يمكن كسر الضوء إلى أطوال موجات منفصلة لقياس شدتها، ومن المتوقع أن تجلب قياسات الضوء فوق البنفسجي البعيد رؤية غير مسبوقة بشأن التغيرات في درجات الحرارة في جميع أنحاء العالم في ظل الظروف المختلفة.
وقال إيستيس إنّه "تمامًا مثل كاميرا الأشعة تحت الحمراء التي تسمح لك أن ترى كيف تتغير درجات الحرارة مع اختلاف الألوان، يصور هذا الجهاز الأشعة فوق البنفسجية لتوفير خريطة الأرض التي تكشف عن كيفية تغيير درجة الحرارة والغلاف الجوي حسب الموقع"، وسيستخدم العلماء البيانات لتحديد الكميات النسبية للجسيمات المختلفة، بما في ذلك الأكسجين الذري والنيتروجين الجزيئي، في الغلاف الجوي المحايد، وهذا سيسمح لهم بتحديد دور هذه الغازات في تشكيل ظروف الغلاف الأيوني، ووفقا لوكالة ناسا، فإن هذا الجهاز سيسمح أيضا للعلماء بإنشاء أول خرائط لتغيير درجة الحرارة للغلاف الجوي العلوي في جميع أنحاء الأميركتين.