الدكتور مصطفى البرغوثي

أكّد الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية، الدكتور مصطفى البرغوثي، أنّ إجراءات الاحتلال الإسرائيلي الأخيرة في القدس والمسجد الأقصى، من وضع لكاميرات المراقبة والأبواب الإلكترونية، هي خطيرة وهي نتائج مخططات مبيّتة لإسرائيل، وهي ليست بسبب الحادثة الأخيرة في القدس "استشهاد 3 فلسطينيين ومقتل جنديين إسرائيليين"، وإنما هي استغلال للحادثة، وهذا يدل أن إسرائيل لديها إجراءات مبيّتة للتضييق أكثر على الفلسطينيين وعلى حرية أدائهم لعباداتهم في المسجد الأقصى، وهذه الخطوات تضاف إلى التغييرات التي قامت بها إسرائيل في السنوات الأخيرة وكانت نتائجها بأنّ أكثر من 90% من الشعب الفلسطيني لا يستطيع الوصول إلى المسجد الأقصى.

وأوضح الدكتور مصطفى البرغوثي، في مقابلة خاصّة مع "فلسطين اليوم"، أنّ "هذه خطوة خطيرة والهدف ليس التقسيم فقط، أيضا منع دخول الفلسطينيين للمسجد الأقصى، وهذا من أخطر الأمور الذي يعني فتح الطريق أمام تقسيم الأقصى زمانيًا ومكانيًا".

وتحدّث البرغوثي عن الإجراءات العربية، والدولية، مشيرًا إلى أنّ "الإدانات والبيانات التي تخرج من بعض الدول العربية، لا تؤثّر بشيء، ما طالبنا به من الدول العربية والإسلامية أن تمارس وتتخذ إجراءات محدّدة وعقابية ضد إسرائيل، فبدون فرض عقوبات على إسرائيل لن ترتدع عن ما تقوم به".

وأشار البرغوثي إلى أنّ "نتنياهو كما هو واضح، عبد عمليات التهويد المتتالية الجارية في محيط المسجد الأقصى، يسعى إلى تكرار ما جرى في الحرم الإبراهيمي في الخليل، ويسعى إلى تكريس عملية إنزال في الفترة الأخيرة، كدخول المستوطنين والمسؤولين الإسرائيليين والوزراء وأعضاء الكنيست إلى المسجد الأقصى، بحراسة الجيش الإسرائيلي، والآن الإقدام على منع الصلاة ومنع رفع الأذان لأول مرة منذ عام 1969، والآن الإجراءات الجديدة تنبئ بوجود مخططات مبيتة لإحداث تقسيم زماني ومكاني وهذا أمر في غاية الخطورة وتصريح الوزير الإسرائيلي أردان، أنّ الأقصى تحت السيطرة الإسرائيلية وكأن لا علاقة لأحد آخر به، هو دليل على طبيعة المخططات التي يدشّنها الإسرائيليون.

وعن المصالحة الفلسطيني، بيّن الدكتور البرغوثي، أنّه "حتى الآن لا يوجد أي مؤشر على تقدّم المصالحة، ونحن نعتقد في ظل ما نتعرض له من مخاطر في القدس والمسجد الأقصى والأراضي المحتلة وفي محاولات التسوية الفلسطينية يجب تنحية كل الخلافات الداخلية بسرعة وإنهاء الانقسام، ولكن للأسف ما نراه حتى الآن مظاهر سلبية ، الانقسام، وقطع رواتب عدد من النواب الفلسطينيين، اتخاذ إجراءات ضد أشخاص في قطاع غزة مثل تخفيض الرواتب وتخفيض عدد ساعات الكهرباء هذا كله يعقد الأمور أكثر من أنه يسهلها، وبالتالي يجب أن يدرك الجميع أن التحديات التي أمامنا تستدعي الإسراع في إنهاء الانقسام وإجراء المصالحة". 
 
وختم البرغوثي، بأنّ السلطة لم تردّ على طلبهم أخيرًا بشأن طلب وقف الإجراءات ضد قطاع غزة، وقطع النواب الإسرائيلي، قائلًا "حتى الآن لا يوجد أي ردود ولكن نحن سنواصل التعبير عن موقفنا والضغط ونعتقد من غير المقبول بأي معيار من المعايير قطع رواتب النواب الفلسطينيين وخاصة أن عدد منهم تعرض للأسر والاعتقال، هذا الشيء غير مقبول ويمثل خرقًا للقانون وغير مقبول كليا".

وتعرّض البرغوثي، أخيرًا للاعتداء بالضرب من قبل القوات الإسرائيلية أثناء تأديته صلاة الظهر مع المصلين في ساحة باب الأسباط، حيث وصل إلى المكان رغم الحواجز والقيود، وأدى صلاة الظهر مع المقدسيين المعتصمين في الساحة، الذين يتصدون للإجراءات الإسرائيلية ويرفضون المرور عبر البوابات الإلكترونية التي نصبها الأحتلال.