الخبير في قضايا الاستيطان الإسرائيلي، خليل التفكجي

أكد الخبير في قضايا الاستيطان الإسرائيلي، خليل التفكجي، أن إعلان الاحتلال الإسرائيلي مؤخرًا عن المصادقة على بناء مئات الوحدات الاستيطانية في شرق مدينة القدس المحتلة، يأتي ضمن برنامج ومخططات موضوعة مسبقًا، وتنتظر عمليات الإقرار والتعديل من الجهات الإسرائيلية المختصة، وفق المزاج والوضع السياسي الدولي والإقليمي والداخلي.

وأوضح التكفجي في مقابلة خاصة مع "فلسطين اليوم"، أن تلك المصادقات والقرارات الإسرائيلية ترمي إلى توسيع المستوطنات القائمة وفق حيويتها، وانسجامها مع الأهداف الرامية إلى ترسيخ ضم شرق مدينة القدس المحتلة.

وأشار التفكجي، إلى أن المخططات كافة، تأتي ضمن المسوغات الإستراتيجية التي تهدف إلى بناء ٥٦ ألف وحدة استيطانية في المدينة في دوائر ثلاث ضمن مخطط ٢٠٢٠.

وبشأن مشروع قانون ضم مستوطنة معاليه أدوميم شرق القدس المحتلة إلى السيادة الإسرائيلية، أكد التفكجي، أن مشروع قانون الضم لا يشمل فقط مستوطنة معاليه أدوميم، بل يشمل كتلة المستوطنات المحيطة بـها، التي تصل حتى الأغوار، لأن المخطط الهيكلي لهذه المستوطنة وحدها يبلغ 35 كيلو مترًا مربعًا، بينما منطقة نفوذها يصل إلى منطقة الأغوار، ويشمل خمس مستوطنات إسرائيلية أكبرها معاليه أدوميم، بالإضافة إلى المنطقة الصناعية مشور أدوميم ونيفيه براد وكفار أدوميم ومستوطنة علمون، ونتسفيه يريحو.

وأوضح التفكجي،أن مشروع ضم معاليه أدوميم، يقع ضمن رؤية إستراتيجية إسرائيلية أكبر من هذا الموضوع، وهو إقامة القدس الكبرى ضمن المفهوم الإسرائيلي، والتي تعادل 10% من مساحة الضفة الغربية، مؤكدًا أن ضم معاليه أدوميم سوف يؤدي إلى فصل الضفة الغربية شمالها عن جنوبها، وتحقيق الرؤية الإسرائيلية بإقامة القدس الكبرى.

كما أضاف التفكجي، أنه سيؤدي إلى إقامة مخطط "E1" الاستيطاني، وهي المنطقة الوحيدة الباقية للفلسطينيين لإقامة دولتهم، وعاصمتها القدس الشرقية.

أما بخصوص مصير القرى الفلسطينية القريبة من "معاليه أدوميم" على غرار العيزرية وأبو ديس، أفاد التفكجي أنه سيتم عزلها بالجدار الفاصل القائم في تلك المنطقة، وربطها مع مدينة بيت لحم، بعد إغلاق الشارع الرئيسي هناك، مضيفًا "لن يتم ضم بيت واحد، وهم ينظرون إلى المناطق العربية على أنها غير موجودة على الإطلاق".

وأكد التفكجي، أن ضم مستوطنة "معاليه أدوميم" هو البداية في المشروع الاستيطاني الإستراتيجي "5800" للعام 2050، والذي يقضي بإقامة منطقة صناعية، ومناطق سياحية، وأكبر مطار في إسرائيل، ضمن التجمع الاستيطاني "معاليه أدوميم".

وبشأن تفاصيل هذا المطار، أوضح التفكجي أنه يعتبر أكبر مطار في الدولة العبرية، وسوف تتم إقامته وفق المخطط الإستراتيجي في منطقة مقام النبي موسى، ضمن منطقة نفوذ "معاليه أدوميم، موضحًا أن هذا المطار يقضي باستقبال 12.5 مليون سائح، ويبعد عن مدينة القدس بحدود عشرين دقيقة، وسوف يتم وصله بمدينة القدس بالسكك الحديدية، وشبكة من الطرق والأنفاق، مؤكدًا أن هذا المطار باعتباره جزء من القدس الكبرى، سوف يكون مطار القدس الدولي.