الأسير المحرر رزق علي صلاح

كشف الأسير المحرر رزق صلاح، الستار عن واقع الحياة في السجون الإسرائيلية، من خلال تجربة اعتقاله التي استمرت ما يزيد عن 21عامًا بين الزنازين والعزل الانفرادي، مبرزًا طرق وأساليب الأسرى للاحتفال بمختلف المناسبات الدينية والوطنية، خصوصًا أعياد الميلاد المرتبطة بكنيسة المهد في مسقط رأسه بيت لحم.

وصرّح صلاح البالغ من العمر 52عامًا، في حديث إلى "فلسطين اليوم"، فيما يتعلق باحتفالات عيد الميلاد المجيد، قائلًا ""كنّا في رأس السنة، نحن أسرى بيت لحم؛ وبحكم أنَّ المدينة مختلطة بين مسلمين ومسيحيين، نعيد ذكرياتنا ونحن نتتبع في التلفاز عبر الفضائيات ونشرات الأخبار بتقرير هنا وهناك؛ لنسمع أخبار بيت لحم في العيد".

وأضاف "كنا نشاهد التقرير بشغف، كوننا نجدد ذكرياتنا في كل أماكن المدينة، خصوصًا ساحة المهد، ونتلهف لمعرفة الأشخاص الذين سيظهرون في التقرير، إذا ما كانوا على صلة قرابة من أي واحد منا".

وأوضح صلاح، أنَّه تحرر من سجون الاحتلال نهاية العام 2013 في الصفقة التي أبرمها الرئيس الفلسطيني مع الاحتلال مقابل العودة إلى المفاوضات، بعد 21 عامًا من الأسر في سجون الاحتلال وكان حُكم عليه بالسجن مدى الحياة بعد تفجيره عبوة ناسفة في مقر الحاكم العسكري "البصة" في بيت لحم وقُتِل إثرها جندي إسرائيلي وأصيب اثنان آخران.

وتابع "هناك فرحة كبيرة ولا توصف عندما نشاهد مثل هذه التقارير؛ لأنك ترى بيت لحم ومعالمها التاريخية والدينية، وفي الوقت نفسه هناك حزن وأسى؛ لأن المتحدثين في التقرير أنت لا تشعر بهم وإنما فقط تراهم".

وعن أكثر شيء يتذكره صلاح، "انأ أتذكر المطاعم والفنادق السياحية؛ لأنني كنت أعمل فيها، كما إنني كنت ليلة رأس السنة أذهب مع العائلة إلى ساحة كنيسة المهد ونلتقط الصور عند شجرة الميلاد، ونتجول في الساحة وأشتري لأطفالي السكاكر، ونلتقي معارفنا وأصدقائنا".

وفيما يتعلق بالحياة بعد الحرية، أبرز أنَّ "التغيير بالنسبة للمجتمع شبه كلي، وأنا اعتقلت ما قبل اتفاق أوسلو بثلاثة أشهر وبعدها جاءت السلطة، وبدأ في تلك المرحلة تشكيل الأجهزة الأمنية، فضلًا عن حركة البناء الواسعة والمركبات كثيرة في الطرقات، عدا عن اختلاف أعمار الأشخاص الذين كنت اعرفهم، فالطفل بعمر 10 أعوام أصبح اليوم 31 عامًا".

وتابع "أما ما لم يختلف منذ تلك الأيام؛ الروح الرائعة التي تجمع بين مسلمي ومسيحيي بيت لحم؛ فالتزاور المتبادل في الأعياد كان وما زال موجودا، الأمر الذي يعكس صورة مماثلة داخل السجون".

واختتم صلاح حديثه، "اليوم وجدنا كل شيء فلسطيني، فالجنود عن المداخل الرئيسية فلسطينيين، والشرطة حول ساحة الكنيسة فلسطينية، وهم الذين يرتبون حركة الناس والسير، والوضع أفضل بكثير عما كان في زمن الاحتلال، وهو ليس على مستوى الطموحات، ولكن لا يقارن بفترة الاحتلال بل أفضل بكثير من تلك الفترة".