المحلل السياسي هاني حبيب

أكد المحلل السياسي هاني حبيب، أنَّ ما يجري في مخيم اليرموك نتاج حالة الاستقطاب بين الحكومة السورية والمعارضة حول السيطرة على المخيم منذ أعوام، مشيرًا إلى أنَّ المعارضة "تحاول السيطرة على المخيم للوصول إلى العاصمة دمشق بينما تحول الحكومة دون ذلك لضمان حماية عاصمتها التي تعتبر رمز البقاء".

وأوضح حبيب في حوار مع "فلسطين اليوم"، أنَّ ما يحدث للمدنيين الفلسطينيين داخل المخيم نتيجة الصمت من جميع الأطراف العربية والدولية، فضلًا عن أنَّ دخول بعض الفصائل الفلسطينية في الصراع السوري جعل من المخيم طرفًا في دائرة الصراع.

وأضاف أنَّ الجهود الفلسطينية التي بذلت سواء من اللجنة المركزية أو الرئاسة أو الفصائل الفلسطينية لتحييد مخيم اليرموك عن الصراع السوري لم يكتب لها النجاح، كما أنَّ هذه الجهود لم تثمر في دعم المخيم ومساندة من تبقى فيه من لاجئين فلسطينيين، حيث أن قوافل المساعدات بقيت لأشهر على بوابات المخيم.

واعتبر حبيب أنَّ القيادة الفلسطينية تدرك صعوبة التعامل فيما يتعلق بمخيم اليرموك بسبب تعقيدات الملف السوري، وأضاف "حتى القوى الإقليمية والدولية غير قادرة على حسم الصراع رغم التدخلات الهائلة لوقفه، ولم تكن هناك فرصة لأي طرف لإنهاء هذه الأزمة".

وشدَّد على أنَّ المستفيد الأول من استمرار الأزمات في الدول العربية هو الاحتلال الإسرائيلي، خصوصًا استمرار الأزمة السورية؛ لأنها دولة مجاورة، منوهًا إلى أنَّ استمرار الانقسام الفلسطيني يجعل التدخل الفلسطيني ضعيف وغير قادر على مساعدة اللاجئين في مخيم اليرموك.

وتساءل حبيب عن سبب غياب الدور العربي عما يحدث في مخيم اليرموك، داعيًا "عاصفة الحزم" إلى سرعة التدخل من أجل إنقاذ حياة آلاف اللاجئين الفلسطينيين في المخيم والقضاء على تنظيم "داعش" المتطرف، فضلًا عن ضرورة أن يكون للدول العربية دور حازم في إنهاء الصراع الدموي المستمر منذ أعوام في سورية.