تدوير الملابس الفلكورية

دفع المرض الأردنية كريمان طهبوب لأن تبدع في إعادة تدوير الأثواب الفلكورية المطرزة إلى قطع تراثية جميلة ، سواء كانت هذه القطع من الملابس أو الإكسسوارات أو الشنط أو ما ترتديه المرأة.

وقالت طهبوب في تصريحات لـ"فلسطين اليوم" : "أصبت بمرض سرطان الثدي قبل أعوام عدة وبدأت بأخ مجموعة من الأدوية التي زادت وزني الأمر الذي جعلني اتخلى عن ملابسي لكني لم استطع أن اتخلى عن أثوابي الفلكورية المختلفة ، فكلما كنت أنظر في خزانتي أرى الأثواب وأفكر كيف ساستفيد منها إلا أن جاءت إبنتي ذات يوم وكنت ستذهب إلى سهرة مع صديقتها فاخذت فستان أسود قديم لها وقمت بقص بعض التطريز الموجود على أحد الأثواب وأضفته إلى ثوب إبنتي التي ذهلت عندما رأت أن ثوبها أصبح جديدًا وغريبًا ومن هنا بدأت بتنفيذ مشروعي".

وأكدت طهبوب في أسبوع الحرف التقليدية والذي أقامته جمعية الحرف التقليدية في بيت شقير في العاصمة الأردنية "عمان" أنها تمزج القديم بالحديث من خلال إعادة تدوير الملابس التراثية إلى قطع جديدة من الملابس والإكسسوارات .

وتمكنت طهبوب التي عملت لأعوام طويلة كمدرسة لفئة ذوي الاحتياجات الخاصة ، من تعليم ثلاث سيدات مصابات أيضًا بسرطان الثدي إعادة التدوير فملموا معًا في إنتاج الإكسسوار والملابس ، لافتة إلى أن المرض أعطاهم عزيمة وإلهام وحب للحياة إضافة إلى الإبداع في إنتاج القطع ، حيث أن المرض لا يثني الإنسان ولا يوقفه عن الإبداع بل بالعكس بإرادته يستطيع أن يقدم الكثير .

وبدأت طهبوب بتسويق فكرتها عن طريق البازارات والأسواق الحرفية والمعارف والأصدقاء فأصبحت السيدات اللواتي يرغبن بالتميز بقطعة جديدة غير موجودة في الأسواق بشراء القطع منها ، موضحة أنها اشتهرت بقطعة القلادة المطرزة التي ترتدي على شكل تطريز ويمكن ارتدائها مع الملابس الحديثة لتمزج القديم بالجديد .

وأشارت طهبوب إلى أن زبائنها ممن يقدرون الملابس التراثية القديمة والجمال حيث أن القطع المعاد تدويرها تدب الحياة فيها من جديد لإعطائها روح ولمسة جديدة ، كما تفتخر بقطعها التي تعيد تدويرها ليس فقط لجالمها وإنما أيضًا لحفاظها على البيئة ، فيما تطمح أن يتوسع عملها في إعادة التدوير لتنشر الإرادة والإلهام لكل شخص قد يصاب بأي مرض .