القفطان المغربي

أكدت مصممة الأزياء المغربية سمر الحوراني، أنَّ تصميم القفطان المغربي هو تلك اللمسة المميزة التي تجعل المصمم المغربي مميزا عن غيره في العالم.

وأوضحت الحوراني في حديث خاص مع "فلسطين اليوم" أنَّه "على الرغم من التطور والحداثة التي دخلت بقوة على القفطان المغربي والتي ساهم فيها تجاوزه للحدود المغربية والوصول إلى العالمية، إلا انه بقي ذلك الزي التقليدي المميز الذي يعتبر قاسما مشتركا بين المغاربة جميعا أينما كانوا".

وأضافت: "أنا لا أقل رغبة عن باقي المصممين في جعل القفطان المغربي سفيرا للثقافة والأصالة المغربية وإيصاله إلى الشهرة العالمية، وذلك طبعا من خلال العمل والجهد المبذول والسعي إلى فتح الأبواب المغلقة".

وأشارت إلى أنَّ "معظم تصاميمي تتميز بلمسة عصرية خفيفة التي أتعمد استخدامها لجعله مواكبة للعصر ، إلا أنَّ هذا لا يعني أني أجرده من أصالته المغربية التي تربينا عليها وتلقيناها من جداتنا وأمهاتنا قبل أن نتلقاها من أساتذتنا في المعهد، وهذا من أكثر الأشياء التي جعلتني أحب القفطان المغربي وأرغب بقوة في أن أكون مصممة أزياء لاسيما في مجال القفطان والحفاظ عليها والمساهمة في ترك تلك البصمة الراقية مني في هذا المجال على الرغم من أنَّ المجال بدوره لا يخلو من الصعوبات كباقي المجالات في الحياة إلا أنَّ هذا أمر طبيعي والجميع يعاني منه، لكن عندما أرى نظرة الزبون وهو يبتسم عندما يتسلم قطعته مني تجعلني فخورة جدا وجد سعيدة".

وبيَّنت المصممة سمر أنَّ "معظم القفاطين التي صممتها حاليا وخصصتها لموسم خريف 2015 تميزت بلمسة التطريز البلدي الذي يعد من اللمسات العريقة والخامات التقليدية المغربية التي اعشقها كثيرا، إلى جانب مجموعة من الحياكات المتنوعة والمختلفة والتي لا يمكن الاستغناء عنها أو استبدالها رغم التطور وظهور تشكيلات عديدة من الخامات الجديدة إلا أنَّ التقليدي العريق يبقى خالدا مرفوع الرأس دائما كونه يحقق نسبة إقبال كبيرة من طرف عشاق الموضة والقفطان المغربي على الخصوص".

وتابعت: "أنا لم أكتفِ بالتطريز البلدي فقط بل اعتمدت كذلك على حشو رسوماته بالحجارة اللامعة والعقيق، فضلا عن استخدام الكريستال في مجموعة من القطع المميزة، إضافة إلى تشكيلة من الرتوشات الأنيقة والراقية التي زادت القطع رقة وجمالية و التي قمت بعرضها منذ أسبوعين في فضاء النخيل في مراكش وحققت نسبة إعجاب كبيرة من قبل النساء وعشاق الموضة الذين حضروا العرض".

وشدَّدت على أن "الخامات المغربية التقليدية من اللمسات المميزة التي أحب توظيفها في القفطان المغربي، كونها تجعله يصبح بذلك اللمعان والأناقة الراقية التي تخطف الأنظار وتجعله زيا محبوبا من قبل الأجانب الذين أقبلوا عليه بشكل كبير لاسيما في السنوات الأخيرة، إذ أصبح القفطان المغربي الموضة التقليدية التي اقتحمت البيوت العربية والأوربية، هذا بالإضافة إلى تفنن مجموعة من المصممين العالميين في تصميمه وتخصيصه لمختلف المناسبات والاستمتاع بجماليته ورقته التي ما أنَّ تراها حتى توحي إليك أنها مغربية مائة في المائة".

واسترسلت: "هذا ما حققته أنا أيضا منذ دخولي هذا المجال الذي أتجاوز 15 عاما فيه، وعلى الرغم من كل التحديات استطعت أن أبصم وجودي بين المصممين وعشاق القفطان المغربي التقليدي وأعطيه حقه في التصميم والتطريز واختيار الخامات والأقمشة ومختلف الرتوشات التي أسهر عليها منذ أن أشرع في تصميم المجموعات إلى آخر لحظة من تقديم العرض، وهذا ما خول لي الفرصة لأكون من ضمن المشاركين في مجموعة من العروض العالمية بلمسة القفطان المغربي الأصيل والتميز بلمسته التقليدية العريقة والمميزة".

وأبرزت أنَّ "تصميم الأزياء هو ذلك الحلم الذي رغبت في دخوله وتحقيق النجاح الكبير فيه، وتمكنت من ذلك بفضل الله أولا ثم أسرتي التي ساندتني كثيرا في فترة الدراسة وفترة البداية التي تكون صعبة شيئا ما، إضافة إلى المساندة الكبيرة التي تلقيتها من زوجي وأبنائي الذين يتحملون غيابي الدائم ويتفهمون ظروفي ويقدرونها إلى أن حققت نجاحات متتالية بفضلهم طبعا".

واختتمت سمر حديثها قائلة: "هذا بالإضافة إلى المساعدة الكبيرة التي أتلقاها من ابنتي الكبرى البالغة من العمر 18 عامًا حيث تقوم بالمشاركة في عروض الأزياء التي أقدمها وترتدي مختلف القطع التي أصممها كونها تحب هذا المجال أيضا مثلي والذي ورثته عن أبي رحمه الله والذي أسعى إلى توريثه لها من بعدي حتى يبقى مشعل القفطان المغربي بلمسة آل الحوراني مستمرة دائما وشمعة لا تنطفئ".