مليون دولار من الدولي للتنمية الزراعية

وقعت حكومة جمهورية بوروندي ، والصندوق الدولي للتنمية الزراعية اتفاقية منحة بمبلغ مليون دولار مقدمه للبرنامج الوطني البروندي للامن الغذائي وبرنامج التنمية الريفية بهدف تعزيز الأمن الغذائي والتنمية الريفية في أقاليمي (إمبو وموسو).

وتبلغ التكلفة الاجمالية للبرنامج 9ر57 مليون دولار ، يتم تمويلها من خلال منحة بقيمة 30 مليون دولار مقدمه من برنامج الزراعة العالمي والأمن الغذائي الذي يديره الصندوق الدولي للتنمية الزراعية (إيفاد) ، وقرض بقيمة 20 مليون دولار من صندوق الأوبك للتنمية الدولية بالإضافة لمساهمة من حكومة بروندي.
وإيفاد ، هي وكالة متخصصة تابعة للأمم المتحدة ومؤسسة مالية دولية تأسست عام 1977 باعتبارها واحدة من النتائج الرئيسية للمؤتمر العالمي للأغذية 1974 ، ويكرس الصندوق للقضاء على الفقر في المناطق الريفية في البلدان النامية ، حيث يعيش 75% من فقراء العالم في المناطق الريفية في البلدان النامية ، بينما تعود نسبة 4 % فقط من المساعدات الإنمائية الرسمية لقطاع الزراعة ويقع مقر الصندوق في مدينة روما بإيطاليا.

ووقع الاتفاقية المالية في روما وزير الزراعة البروندي أوديت كاستسي ونائب رئيس ايفاد ميشيل مورداسيني ، وعلى الرغم من النمو الاقتصادي الايجابي في بوروندي على مدى العقد الماضي ؛ إلا أن اتجاه الفقر مازال مستمرا في البلاد ، حيث يؤثر سوء التغذية الحاد على 58 في المئة من الأطفال الذين تقل أعمارهم عن خمس سنوات ، وأن مؤشر الجوع بلغ 39 فى المئة في عام 2013.
وبالرغم من أن 90 في المئة من السكان يعتمدون على الزراعة، فإن الاستثمار في الزراعة مازال منخفضا حيث بلغ 2 في المئة عام 2010 وحوالي 7 في المئة في عام 2011 حتى بلغ 11 في المئة في عام 2012، ويهدف البرنامج الوطني الجديد للامن الغذائي والتنمية الريفية الى مساعدة 225 ألف مواطن يعيشون في مناطق ريفية من خلال تعزيز البنية التحتية الزراعية والوصول إلى مناطق الانتاج ، ومن المتوقع أن تستفيد المرأة من هذا المشروع بنسبة 50 في المئة على الأقل و30 في المئة من الشباب .

وبوروندي هي جمهورية صغيرة في وسط قارة إفريقيا ، وهي دولة داخلية لا سواحل لها ، وتقع ضمن هضبة البحيرات في وسط إفريقيا ، في شمالها رواندا ، وشرقها وجنوبها تنزانيا ، وفي غربها زائير ، وتطل على القسم الغربي الشمالى من بحيرة /تنجانيقا/، حيث تسير حدودها مع زائير ، وخضعت للأستعمار الألماني في نهاية القرن الماضي حيث أضيفت للمستعمرة الألمانية تنجانيقا (حاليا تنزانيا) وبعد الحرب العالمية الأولي وضعت تحت انتداب بلجيكا ، وأعلنت بها الجمهورية بعد عامين من استقلالها ، وتطل العاصمة بوجومبورا على بحيرة تنجانيقا حوالي 600 كم2 من المياه العذبة، وبها من الأحياء الجميلة والشوارع الفسيحة ، والسوق الذي يسمى بالسواحلية (سوكوني) تجد به كل ما تريد من مصنوعات محلية إلا البضائع المستوردة والخضروات والأسماك الطازجة من البحيرة إلى السوق مباشرة ، ويبلغ تعداد سكان العاصمة حوالي 3 ملايين نسمة ويدين معظم السكان بالمسيحية ونسبة المسلمين ما بين 15% إلى 20% ، وبها جالية عربية أسهمت في تطور البلاد الشرق إفريقية ، فضلا عن الجالية الآسيوية.

وتشتهر بوروندي باعتدال الجو بها إذ تبلغ الحرارة في المتوسط 28 مئوية ويتساقط المطر بها في موسم الأمطار 7 أشهر ، وتعتبر من أكثر مناطق أفريقيا ازدحما بالسكان إذ بلغ عدد سكانها في سنة 1988 (5,153,000 نسمة) وهذا العدد كبير بالنسبة لمساحتها التي لا تتجاوز (28,000 كيلومتر) ، لذا ترتفع كثافة السكان بها ، وينتمي السكان إلى ثلاثة مجموعات عرقية ، فالجماعات الزنجية من قبائل /الهوتو / ويشكلون أكثر من ثلاثة أرباع سكان بوروندي وتعمل هذه الجماعات في الزراعة ، والمجموعة الثانية تتكون من قبائل /التوتسي/ وتنتمي إلى أصول حامية اختلطت بالزنوج ، وتشكل حوالي 15% من جملة السكان، والمجموعة الثالثة من /الأقزام/ ونسبتها ضئيلة ، يضاف إلى ما سبق جماعات مهاجرة تشكل أقلية من مالي والسنغال وغنيا ومن الهند ومن باكستان، ثم جالية عربية.
والتركيبة السكانية مكونة من قبائل الهوتو 75% والتوتسي 25%، وتعد السواحلية لغة التجارة في بوروندي ويلم بها معظم السكان، فإذا كنت مثلا تتجول في السوق ستجد عبارة (قريبو) تعني (تفضل) بالعربية على لسان الباعة أصحاب المحلات وهي تدل على مدى الارتباط اللغوي والثقافي العربي الموجود في دول شرق إفريقيا، وليس من قبيل المصادفة أن تتضمن السواحلية 60% من المفردات العربية .

ولا توجد إحصائيات دقيقة لنسب الأديان في بوروندي، ولكنها تقدر على النحو الآتي (60 % من السكان كاثوليك،و 10 % مسلمين،و 30 % مجموعات مسيحية مختلفة وأخرى ذات ديانات محلية وترتفع نسبة المسلمين بين الأجانب ويقدر عدد المسلمين بحوالي (1,288,000 نسمة) ، ووصل الإسلام بوروندي من شرقي إفريقيا، حيث كانت قوافل الدعاة والتجار تتحرك بين الساحل والداخل، وازدهرت الدعوة الإسلامية في بوروندي في عهد سلاطين زنجبار.
والزراعة هى الحرفة الأساسية لدى سكان بوروندي، وتمارس الزراعة على المنحدرات وحول المجاري النهرية والوديان المنخفضة، وفي المناطق الشرقية من البلاد، والحاصلات الغذائية تشغل نصيبا كبيرا من الأرض الزراعية، فمنها الذرة، واليام، والكاسفا، والقمح، والشعير، وثمثل الحاصلات الزراعية في القطن والشاي والبن والتبغ ونخيل الزيت وإلى جانب الزراعة ثروة رعوية وغابية وقدرت الثروة الحيوانية سنة 1988 بحوالي (43,000) ألفا من الماشية من الأغنام و(750,000) ألفا من الإغنام.

ومنذ استقلالها عن بلجيكا عام 1962 ، تحكم بوروندي أقلية التوتسي ولدى اجراء أول انتخابات ديمقراطية عام 1993، فاز زعيم حزب الهوتو ملكيور نداداي فأصبح أول رئيس من الأغلبية الهوتو ، وبعد عدة أشهر قامت مجموعة من الضباط التوتسي بإسقاط طائرته، واندلعت حرب أهلية انتهت ببقاء السلطة في يد أقلية التوتسي ، وتحت إلحاح دولي قبل الزعيم الجنوب إفريقي نلسون مانديلا ، على مضض ، ترؤس لجنة المصالحة لفترة ثم انسحب لرفض التوتسي مبدأ "لكل شخص صوت" الذي سينهي احتكار أقلية التوتسي للسلطة .