البندق التركي ضحية الطقس الرديء يهدد أسعار الشوكولا

 قد يؤدي محصول البندق المنخفض  هذه السنة في تركيا المنتج الاكبر له في العالم، الى ارتفاع اسعار الشوكولا على الصعيد العالمي.

عدنان ساغلام هو رغما عنه احد اطراف هذا السيناريو الذي يقلق الشركات العملاقة في صناعة الشوكولا. في بستانه الواقع على مرتفعات طرابزون (شمال شرق) يقول منتج البندق هذا البالغ ستين عاما انه طوى صفحة العام 2014 وهي من الاسوأ في حياته المهنية بحسب تعبيره.

ويقول "هذه السنة ادى نزول البرد الى تراجع الانتاج بشكل كبير".

وقد اصابت الاحوال الجوية السيئة في نهاية الشتاء في الصميم قطاع البندق التركي المتمركز على سواحل البحر الاسود. فالكثير من البساتين الواقعة دون  ارتفاع 250 مترا عن سطح البحر تعرضت لاضرار جسيمة وانهار انتاجها.

وقد وفرت تركيا العام الماضي بمفردهااكثر من ثلاثة ارباع الانتاج العالمي من البندق البالغ 825 الف طن اي 655 الف طن. ارقام العام 2014 ليست نهائية بعد الا ان انتاج تركيا هذه السنة لن يتجاوز 430 الف طن، بحسب التوقعات. وهذا التراجع ادى اوتوماتيكيا الى ارتفاع اسعار البندق.

 ويوضح محمد جيراف من غرفة التجارة والزراعة في طرابزون "انسحبت الدولة من هذا القطاع قبل اربع سنوات. حتى ذلك الحين كانت تحدد اسعار البندق. اما اليوم فالسوق هي التي تحدد السعر. العام الماضي كان سعر الكيلوغرام ثلاثة دولارات اما اليوم فهو قد تجاوز الخمسة دولارات لان العرض اضعف بكثير".

وهذا الارتفاع الكبير في الاسعار يفيد منه المنتجون الاتراك الذين لم يتضرر انتاجهم كثيرا. وسينعكس السعر المرتفع على كل القطاعات المرتبطة به.

وفي مقدمتها مؤسسات قطاع التحويل مثل شركة "اولتان".

ففي مقرها الجديد تعالج هذه المؤسسة سنويا حوالى 25 الف طن من البندق الذي يحمص ويطحن ويسال قبل ان يصدر الى ارجاء العالم كافة الى اهم منتجي الشوكولا والحلويات.

صاحب المؤسسة سوكرو كوليغلو يقول "عندما يزيد سعر البندق يزيد سعر منتجاتي ايضا. ان كان سعر البندق ثلاثة دولارات او عشرة علي ان اضيف عليه كلفة اليد العاملة والطاقة والنقل. .

وفي نهاية المطاف سيؤثر هذا الوضع على الزبائن العاملين في صناعة الشوكولا العالمية الذي يشترون البندق بنسبة 90 %  من تركيا بسبب نوعيته المعروفة.

ويؤكد كوليوغلو "لا يريدون ان يخفضوا نوعية منتجهم بوضع كمية اقل من البندق لذا سيضطرون الى زيادة اسعارهم".

يتوخى صانعو الشوكولا الذين تأثروا في الاساس بارتفاع اسعار الكاكاو، المادة الاولية الرئيسية في منتجاتهم، الحذر في الحديث عن احتمال ارتفاع الاسعار.

وتقول الشركة السويسرية "ليندت اند سبرونغلي"، في حال تواصل هذا الميل الى الارتفاع على صعيد المواد الاولية لا يمكن استبعاد ارتفاع اسعار بعض منتجاتنا".

ويحذر رافاييل فيرموث من الشركة السويسرية المنافسة "باري كاييبو" اكبر شركة للشوكولا في العالم من ان "80 % من زبائننا يدفعون لشراء المواد الاولية بسعر السوق عند ابرام العقد".

وتؤكد شركة فيريرو التي تملك خصوصا ماركة "نوتيلا" الشهيرة هذا الامر لكنها تسعى الى الطمأنة. فالشركة الايطالية لن تحدد اسعار منتجاتها الا في تشرين الاول/اكتوبر بعد معرفة "حجم المحصول الجديد" وهي تعد ب "تأثير ضئيل جدا على المستهلك النهائي".

لا يشكل سعر الشوكولا القابلة للدهن الهم الاكبر للمنتجين الاتراك. فهم قلقون خصوصا على الارتفاع المستمر للاسعار منذ تحرير القطاع في العام 2010 ويشتبهون في ان منتجين يطمعون بتحقيق المكاسب، يغذون هذا الامر. وهم يقلقون خصوصا على تأثير ذلك على قطاع يوظف 150 الف شخص.

ويحذر محمد جيراف "اذا تم تحديد سعر مرتفع جدا لن نتمكن من البيع. فخارج اوروبا ليس لدينا منافذ اخرى. فاذا اهملت اوروبا البندق التركي لن يكون له اي قيمة".