جبن اللحوم

قبرص مقسمة الى شطرين منذ اربعين عاما الا ان المجموعتين القبرصية اليونانية والقبرصية التركية تحاولان تجاوز خلافاتهما والاتحاد حول قضية مشتركة خارجة عن الألوف الا وهي جبن الحلوم.

فقد اثارت جهود تبذل من اجل حصول هذا المنتج الذي تزداد شعبيته، على تسمية منشأ محمية من الاتحاد الاوروبي مخاوف من استبعاد المنتجين القبارصة الاتراك.

الا ان صانعي هذا الجبن في المجموعتين يواجهون منافسة من منتجين من الخارج وهم مستعدون تاليا لتجاوز انقساماتهم لحماية هذا المنتج.

ويؤكد رئيس غرفة الصناعة القبرصية التركية علي جيرالي "اذا تعاونا واذا وحدنا الجهود للتوصل الى حل لهذه المشكلة فهذا الامر سيسعدنا على ايجاد حل للقضية القبرصية".

ويضيف "هذا الامر سيؤدي الى توحيد الصفوف بين المنتجين من المجموعتين لان الجميع سيكسب من ذلك".

ويلقى جبن الحلوم منذ سنوات قليلة اقبالا متزايدا في العالم. وينتج هذا الجبن في قبرص منذ قرون من قبل القبارصة اليونانيين والاتراك على حد سواء.

والحلوم اصبح رمزا للمطبخ الخاص بهذه الجزيرة الواقعة في البحر الابيض المتوسط واستحال في سنوات قليلة نجم الصادرات القبرصية.

منذ العام 1974 واجتياح تركيا للجزيرة واحتلالها لنسبة 38 % منها في الشمال، ردا على انقلاب كان يهدف الى ضم قبرص الى اليونان، البلاد مقسمة بين القبارصة اليونانيين في الجنوب وهم اعضاء في الاتحاد الاوروبي والقبارصة الاتراك في الشمال حيث اعلنوا "جمهورية شمال قبرص التركية" التي لا تعترف بها سوى انقرة.

وتفصل بين المجموعتين منطقة عازلة تشرف عليها الامم المتحدة منذ ذلك الحين. وقد فشلت مفاوضات سلام حتى الان في ايجاد حل يرضي الطرفين.

وقد تقدمت الجمهورية القبرصية المعترف بها دوليا والتي انضمت الى الاتحاد الاوروبي العام 2004، بطلب للحصول على تسمية منشأ محمية في تموز/يوليو الماضي.

ويوضح يانوس بيتاس الذي ينتج مصنعه منذ ثلاثينات القرن الماضي هذا الجبن الشهير الذي يمكن استهلاكه في السندويتشات وفي السلطة او مشويا "ننتظر ان تؤمن تسمية المنشأ حماية افضل لاسم هذا الجبن حتى لا يتم تقليده في دول اخرى (..) مثل ما حصل مع فرنسا وجبنة روكفور هذا ما نريده مع جبن الحلوم الخاص بنا".

ويرتدي طلب الحصول على تسمية المنشأ المحمية وهو اجراء تقني بامتياز، في قبرص بعدا خاصا جدا.

وبات جبن الحلوم ثاني الصادرات القبرصية محققا حوالى 76 مليون يورو في العام 2013 لخزينة جمهورية قبرص التي تعاني من الانكماش منذ الازمة المالية الخطرة التي اصابتها العام 2013. ويأمل منتجو هذا الجبن في ان يدعم الحصول على تسمية المنشأ المبيعات الخارجية.

ومع ان الطلب ينص على تسويق هذا الجبن تحت اسمي "حلومي" في اليونانية و "حليم" في التركية الا انه اثار تململا في الشمال، اذ يعتبر القبارصة الاتراك ان المشكلة تكمن في تنظيم عمليات الاشراف.

فمن المزمع ان تكلف السلطات القبرصية اليونانية الخبراء الذين سيسهرون على اصدار شهادات الانتاج. ويوضح جيرالي "لكن هؤلاء لا سلطة لهم في شمال الجزيرة".

ويضيف "وبالتالي لا يمكن اجراء عمليات التدقيق ولا يمكن ان نحصل على تسمية المنشأ المحمية" متأسفا للانعكاسات الاقتصادية المحتملة في حين ان هذا الجبن يؤمن ربع الصادرات القبرصية التركية.

وقد طالبت غرفة الصناعة القبرصية التركية بتعيين خبراء من قبل هيئة محايدة لكن حتى الان ترفض المفوضية الاوروبية البت بالموضوع.

اما وزير الزراعة القبرصي نيكوس كوياليس الذي يأمل بالحصول على التسمية بحلول الصيف، فيؤكد انه "تمت استشارة القبارصة الاتراك" داعيا اياهم الى "عدم القلق (..) لان القواعد الاوروبية تضمن نظام اشراف جيدا".

ودعا الناطق باسم الحكومة القبرصية نيكوس خريستودوليديس نهاية كانون الاول/ ديسمبر بالتقدم على صعيد هذا الملف "بالاستناد الى الطابع الموحد التاريخي للحلوم".

وفي هذا الاطار قد يتحول ملف الحلوم المهم "ثقافيا" لكل القبارصة الى رمز قوي على ما يؤكد جيرالي.

ويأمل قائلا "اذا اختلفنا على الحلوم فهذا سيحول دون التوصل الى اي حل لكن على العكس ان توصلنا الى مخرج مفيد للمجموعتين يمكننا ان نساعد في التقدم نحو تسوية للنزاع القبرصي".

ويوضح جورج بيترو وهو وقبرصي-يوناني يصدر الحلوم الى 25 بلدا "الهدف هو ان نحمي صناعتنا (..) لان الطلب يزداد" منتقدا القبارصة الاتراك "لانهم يريدون كل موارد البلاد. لكنه يختم بالقول "من خلال استراتيجية مشتركة يمكننا ان نغزو اسواقا مهمة".