أفران الطين

دفعت أزمة الوقود الشديدة أهالي غزة إلى البحث عن مصادر جديدة لطهي طعامهم بعيدًا عن الغاز الغير المتوفر والذي إن توفر فتكون كمياته قليلة جدًا لا تكفي احتياجات المواطنين، فكان فرن الطين الحل الأنسب لهذه المشكلة.

اتخذ عدد من المواطنين من صناعة أفران الطين مهنة جديدة له، بعد انقراضها خلال السنوات الماضية نتيجة قلة الطلب عليها نظرًا لتطور وسائل الطهي وتوفر الوقود قبل أن تفرض دولة الاحتلال الحصار على القطاع منذ أكثر من 8 سنوات، وازدادت الأزمة بعد إغلاق الأنفاق على الشريط الحدودي مع مصر.
وأوضح صانع أفران الطين، خالد أبومعروف (33) عامًا الأسباب التي دفعته لهذه المهنة، مبينًا أنَّ من أهمها: أزمة غاز الطهي التي تؤرق سكان غزة، وارتفاع سعر اسطوانة الغاز، بالإضافة إلى انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة.

وأضاف في تصريحات خاصة إلى "فلسطين اليوم" أنَّه "في ظل عدم توفر فرص العمل وانتشار البطالة، بجانب أنني أملك بعض الخبرة في هذا المجال قررت أن أصنع أفران الطين وأبيعها للناس".

وكشف أبومعروف أنَّ تكلفة صناعة الفرن الواحد لا تتجاوز العشرين شيكل أي ما يعادل خمسة دولارات فقط.

وأشار أبومعروف إلى وجود إقبال كبير من قبل المواطنين على شراء أفران الطين، لافتًا إلى أنَّه يصنع الأفران حسب الطلب ويتجاوز عددها العشرة يوميًا.

ونوه أبومعروف إلى أنَّ الفرن يحتاج لعدة مراحل تبدأ بجبل الطينة، ومن ثم خلطها بالتبن، وبعد ذلك تعجن وتفرد على الأرض لتشكل في هيئتها المتعارف عليها وتوضع في الهواء لتجف.

وكشف المواطن أبوعلي الطهراوي (50) عامًا، من سكان مدينة رفح جنوب قطاع غزة، أنَّه اشترى فرنًا من الطين لاستخدامه في إعداد الخبز والطهي وتسخين المياه.

وأشار إلى أنَّ التكيف مع ظروف الحصار وقلة الإمكانات الموجودة بات أمرًا إجباريًا ولم يعد هناك بريق أمل في انتهاء الأزمة في وقت قريب.

وأضاف الطهراوي أنَّه يجمع هو وأولاده كمية من الكرتون أو الحطب لاستخدامه في إشعال فرن الطين لانجاز طهي الطعام أو إعداد الخبز.

وأوضح أمَّ الأفران الحديثة التي تعمل بالغاز والكهرباء تم هجرها بسبب عدم وجود غاز الطهي والانقطاع المستمر للتيار الكهربائي .