رحل عن دنيانا وبقيت اكتشافاته
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

رحل عن دنيانا وبقيت اكتشافاته

 فلسطين اليوم -

رحل عن دنيانا وبقيت اكتشافاته

محمود حساني

"إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث؛ صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له".. صدق رسولنا الكريم ، صلوات ربي وسلامه عليه ، مؤكد أن جسد العالم المصري الدكتور أحمد زويل ، هو فقط من غادر الدنيا ، أما علمه لم ولن يرحل ، وسيبقى إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ، في خدمة العالم والإنسانية ، مؤكد بوفاته ، فقد العالم بأسره ، عالماً مُجداً ومجتهداً ، انتفع العالم بعلمه ، كما أسهمت اكتشافاته بشكل كبير في نفع البشرية .

رحل زويل عن عالمنا ، بعد صراع طويل مع المرض اللعين ، وترك لمصر ولشعبها وللأجيال المقبلة ، إرثاً عظيماً، وهي مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا ،  ذلك الصرح الشامخ ، الذي يتعلم فيها المئات من الطلاب العرب والمصريين النابغين ، ويستفاد منها العشرات من الباحثين والعلماء ، مؤكد هؤلاء سيكملون مسيرته العلمية ، وسيخرج من بين صفوفهم ، يوماً ماً، زويلاً جديداً ، ليرفع اسم مصر والعرب عالياً مرة أخرى وسط الأمم .

لقد كان زويل ، الحائز على جائزة نوبل في الكيمياء عام 1999 ، يؤمن إيماناً مطلقاً بأن العلم هو السبيل الوحيد أمام العرب للنهوض والرقي والتقدم ، لذا كان حريص كل الحرص خلال السنوات الثلاثة الأخيرة من عمره ، على إعادة إحياء مشروعه القومي ، وهي " مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا " ،  وسط إنشغال الجميع بالصراعات السياسية ، كان يعمل في صمت ، من أجل أن يخرج مشروعه إلى النور ، لم يستسلم للعقبات والعراقيل التي وُضعت في طريقه ، أبان عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك ، وعاد مُجدداً إلى مصر بعد ثورة 25 كانون الثاني/ يناير ، لتحقيق حلمه الذي ظل يراوده طوال 11 عاماً ، وعاد بصحبته العديد من العلماء المصريين في الخارج ، الذين سارعوا من أجل العودة إلى وطنهم للمشاركة في تحقيق هذا الحلم ، وإخراج أجيال شابة من الباحثين والعلماء.

ظل زويل ، حتى الثواني الأخيرة من عمره ، وهو يصارع المرض ، يبذل قصارى جهده لمتابعة مدى تنفيذ الأعمال البحثية والإنشائية في المدينة ، وكانت آخر وصاياه خلال لقائه مع عدد من الصحافيين والإعلاميين ، خلال زيارته الأخيرة لمصر عام 2015 ، " الدين لله والوطن للجميع ومدينة العلوم والتكنولوجيا لكل المصريين " ، مشدداً على ضرورة الحرص والعناية بها من بعده .

أشهد بأن "زويل" ، كان صادقاً ومخلصاً في حبه لبلده ، لم ينس وطنه يوماً في ظل ما كان يتمتع به  من مكانة علمية رفيعة، في الولايات المتحدة الاميركية، ولم يحاول استغلال مصر وابتزازها كما فعل غيره ، حريص كل الحرص على دعمها ، وإعلاء من قيمة العلم بها فكان دائماً حريصًا على دعم المتفوقين علمياً طوال الوقت.

سيظل الدكتور أحمد زويل خالداً في ذكرى الجميع بعدد من المواقف والمقولات التي ستظل تحمل اسمه عندما يطلقها غيره، والتي كان أبرزها وأهمها:-"الأوروبيون ليسوا أذكى منا ولكنهم يقفون ويدعمون الفاشل حتى ينجح... أما نحن فنحارب في الناجح حتى يفشل-إن التاريخ لن يغفر لهذا الجيل أن يترك الامة العربية في حالها الراهن".

 كان ومازال وسيستمر رقماً صعباً في المعادلة الكيميائية وسيكون اسمه وعلمه دائماً في معامل العلوم والكيمياء على مستوى العالم...رحم الله أحمد زويل ، وأسكنه فسيح جناته، وغفر  له بقدر ما قدمه للإنسانية من علم .

 

palestinetoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رحل عن دنيانا وبقيت اكتشافاته رحل عن دنيانا وبقيت اكتشافاته



GMT 10:41 2019 الأربعاء ,21 آب / أغسطس

لا يعرف ألم الفراق إلا من أكتوي به ؟

GMT 04:14 2019 السبت ,20 تموز / يوليو

يحدث عندنا.. ذوق أم ذائقة

GMT 11:59 2019 الأربعاء ,20 آذار/ مارس

قرار المحكمة الصهيونية مخالف للقانون الدولي

GMT 19:24 2019 الجمعة ,04 كانون الثاني / يناير

نهوض سوريا تهديد لإسرائيل

GMT 19:20 2019 الجمعة ,04 كانون الثاني / يناير

تسارع استعادة السيطرة السورية على شرق الفرات

GMT 19:16 2019 الجمعة ,04 كانون الثاني / يناير

بنان عكس الطائف بين ثلاثة مفاهيم خطيرة... وتشوّهين

GMT 19:12 2019 الجمعة ,04 كانون الثاني / يناير

سورية والعائدون إليها

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 00:13 2020 الخميس ,09 تموز / يوليو

ما كنت تتوقعه من الشريك لن يتحقق مئة في المئة

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 08:15 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

"موديز"تؤكّد أن دول الخليج ستحتاج عامين لتعافي اقتصادها

GMT 00:13 2020 الخميس ,09 تموز / يوليو

يبشرك هذا اليوم بأخبار مفرحة ومفيدة جداً

GMT 13:29 2018 الأحد ,16 كانون الأول / ديسمبر

"ساعة رضا" فيلم كوميدي يُقدم معالجة جديدة لآلة الزمان

GMT 04:25 2017 الإثنين ,17 إبريل / نيسان

الأحمر النابض يبرز أناقة وجرأة الرجل في الربيع

GMT 10:57 2019 الجمعة ,28 حزيران / يونيو

تعيش أجواء حماسية خلال هذا الأسبوع

GMT 21:48 2018 السبت ,22 كانون الأول / ديسمبر

"بورش" تستدعي أكثر 75 ألف سيارة حول العالم
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday