بقلم: فايز أبو حميدان
ملايين من الوصفات الطبية والعقاقير المسكنة للآلام تُصرف سنوياً لعلاج أوجاع الرأس المختلفة، مما يترتب عليه صرف المليارات في هذا المجال، ويلعب دواء الآيبوبروفين والاسبرين من عائلة الانالجيكا (Analgica) دوراً هاماً في العلاج.
فإلى جانب أوجاع الظهر تعتبر أوجاع الرأس أكثر الأوجاع شيوعاً ، حيث يعاني 4-5% من الناس من أوجاع الرأس المزمنة.
وهناك 250 نوع من أنواع أوجاع الرأس المختلفة ، حيث تم تقسيمها إلى نوعين: الأولية، والثانوية، وذلك من قبل جمعية الصداع الدولية (HIS - International Headache Society) التابعة لمنظمة الصحة العالمية والتي تأسست عام 1981، وهي منظمة خيرية تضم مجموعة من المختصين الملتزمين بمساعدة الأشخاص المصابين بالصداع.
وبلا شك ان هناك أنواع مختلفة من أوجاع الرأس قد تكون مرافقة لأمراض معينة، أو ناجمة عنها مثل: التهابات الجيوب الأنفية ، وجع الأسنان والجروح، بالإضافة إلى المضاعفات والآثار الجانبية لتناول بعض الأدوية.
إن أنواع أوجاع الرأس ليست متشابهة، فهي تختلف من حيث مصدرها، و شدتها، وطريقة علاجها ، ولا يصح اللجوء إلى العقاقير مباشرة للتخلص منها، ففي البداية علينا تحديد الأسباب التي قد تؤدي إلى نشوء أوجاع الرأس، وبمحاولة إزالة هذه الأسباب نكون قد وصلنا إلى النتائج المرجوة دون تناول العقاقير المسكنة، فكثير من الناس يكفيهم الهدوء والخلود إلى النوم للتخلص من أوجاع الرأس .
ولعل من أهم العوامل التي تساعد الطبيب على تحديد طريقة العلاج الجيدة والمناسبة لأوجاع الرأس هو التشخيص الصحيح لأسبابها ، والتركيز على نقطة هامة بالتشخيص وهي هل هذا الوجع دائم أم متقطع ؟ وأين يبدأ في الرأس ؟ وكم مدة بقائه ؟ وهل هو مصاحب بغثيان ؟ أو مشاكل في البصر ؟ أو ارتفاع درجة حرارة الجسم، أو أوجاع مصاحبة للأعضاء الأخرى؟
ان المرحلة الأولى للعلاج تتمثل في ممارسة تمارين الهدوء (اليوغا) وممارسة الرياضة، أما بالنسبة للمرحلة الثانية فهي مرحلة تناول المسكنات خاصة عند الحاجة اليها، أما في الحالات المتقدمة فإن تدخل الطبيب هو الحل المناسب.
إن من أكثر الأدوية الشائعة والمعروفة التي تستخدم في علاج أوجاع الرأس هي الايبوبروفين والباراسيتامول والاسبرين و الديكلوفيناك، وأحياناً ينشأ لدى المريض تفاعل مع علاج محدد يزيل الألم لديه ولا يتقبل غيره ، فعلى الرغم من أن هذه الأدوية مسكنة للآلام إلا ان لها أيضاً أعراض جانبية مختلفة ومتعددة.
ولكن من المعروف ان ممارسة الرياضة، وتنظيم الوقت ، وأخذ القسط الكافي من الراحة والنوم ، والابتعاد عن المنغصات الاجتماعية والنفسية والمشروبات الكحولية والتدخين من أهم عوامل نجاح العلاج .
ومن ناحية أخرى فقد أثبتت الدراسات التي أجريت مؤخراً في هذا المجال بإن أغلب الناس الذين يعانون من أوجاع مزمنة في الرأس هم الفئة الأكثر عملاً ونشاطاً ، وبالتالي فإن هذه الفئة تقع تحت وطأة الضغط النفسي في العمل أو على الصعيد العائلي والمجتمعي.