طهران تنتصر على العرب بما قدَّمت أيديهم
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

طهران تنتصر على العرب بما قدَّمت أيديهم

 فلسطين اليوم -

طهران تنتصر على العرب بما قدَّمت أيديهم

د.محمد الموسوي

طهران الموسومة بالتطرف هي وقادتها تشارك من وسمها بالإرهاب والتطرف وانتهاك حقوق الإنسان وفرض عليها عقوبات قاسية؛ لكنها ليست صارمة ولا يشبه ظاهرها باطنها، تشاركهم محاربة الإرهاب وتجبرهم على القبول بذلك على استحياء مفقود في حين ومبررًا في حين آخر بعد أن رفضوا مشاركتها علنًا في بداية الحرب على مسمى "داعش" الصنيعة الإرهابية التي أهدت للنظام الإيراني مكاسب جمة في العراق حيث أعاد ترتيب الأوراق مع الأكراد والسنة والشيعة وباقي المكونات تباعا.

وهكذا أٌهدي العراق وتأكد إهداؤه للنظام الإيراني مع ضمان كبير بمصالح كل شركاء الحرب ما عدا العرب فهم من سيخضع ويخطو خلفها عاجلًا ما داموا على إفلاس رؤاهم وغياب إرادتهم أمام تعاظم الدور المعلن لـ ملالي طهران في المنطقة والعالم.

ماذا ينتظر الشرق الأوسط والمنطقة العربية من كوارث بعد أن آن الأوان لـ طهران أن تكشف أوراقها ولم تعد تخفي ما كان مستورًا وما حاول كشفه الكثيرون مغضبين طهران التي يبدو أنها عمدت إلى كشف البعض منه اليوم وأهلتها ظروف ومعطيات دولية خادمة لها إلى كشف وخلط كل أوراق اللعب لإعادة ترتيبها من جديد عملا بالمثل العراقي القائل "احنه ال نخبطها ونشرب صافيها" ويعني نحن من يخلطها برؤية لنتمكن من شرب صافيها وفق الرؤية نفسها.

بينما لدى المجتمع الدولي الكثير مما يخفيه اليوم وهو لصالح طهران التي تكيل في تحالفاتها مع الآخر بأكثر من مكيال، فتارة هي تستجدي التحالف مع الغرب وتارة تفرض نفسها عليه وتتحالف ميدانيًا معه في العراق وتارة تعلن أن حلفاءها المحاربون لـ"داعش" هم من يقودون التنظيم المتطرف من سفاراتهم في العراق.

وإذ تعلن طهران عن جيوش وقوات مسلحة لها في دول عربية عدة ولا تخفي إدارتها للازمة في سورية واليمن ويشرف قادتها المحظورون دوليًا على إدارة المعارك في العراق مشرفين على قوات الجيش والبيشمركة والجماعات المسلحة وتعلن أنها هي من تتحكم في زمام الأمور في اليمن وتعلن وجودها في العراق رغم انف الغرب الذي يرضخ لمساوماتها على أصعدة عدة وتحرز النصر في العراق محدثة تغييرًا كبيرًا في بنيته السياسية والديموغرافية بعد أحدثت إسهامًا كبيرًا بالإضرار بتشريعاته.

كما أنها من تصوغ العملية السياسية في لبنان وتحرر فلسطين من خلال "حماس" وأنها من يحدد استقرار الخليج والسعودية من عدمه وكذلك شكل السلم العالمي، وتعلن في الوقت ذاته نصًا ومضمونًا عن انتصارها على العرب واقتيادهم إلى حيث رؤيتها كما تعلن عن استمرارها في إخضاع الإرادة الغربية لها.

الغرب يقيم علاقاته وتوجهاته على أساس المصالح وكذلك هو نظام طهران بل يذهب إلى ابعد من ذلك حيث صناعة الأزمات وإدارتها وتسخيرها وتوظيفها على نحو يخرجه من أزماته ويبني ضمانات مستقبلية له حتى وإن كانت قصيرة الأمد.، ويتخبط العرب بلا مسيرة منتظرين مسيرة الإذعان.

فنظام طهران الذي يناور ويساوم العالم على ملفه النووي ويدير أزماته مع الغرب المذعن بخضوع كبير سيضع العرب عاجلًا أمام مشروع استسلام كبير ومذل بعد حله للدولة في اليمن وإدارة المعركة الطاحنة لسورية الدولة والشعب وإدارة الأزمة في العراق وفق رؤيته وتحويل القوات المسلحة العراقية كلها في الجيش والأمن وفصائل البيشمركة إلى جماعات مسلحة موالية لها، وصولًا إلى تركيع المعارضين في العراق الذين وجدوا أنفسهم يهرولون باتجاه قبلة طهران.

ولا عجب ولا غرابة في عالم يبني نظريته ورؤيته السياسيتين على المصالح بكل الآليات والسبل المتاحة سواء كان ذلك تكتيكيا أو استراتيجيا..لكن الغرابة والعجب كل العجب في شرقنا الأوسط الحافل بالمتناقضات والمثير للاستغراب على الدوام.

يرى الكثيرون أنَّ الملف النووي الإيراني لا يخيف الغرب ولا يشكل خطرا على إسرائيل النووية التي لن يطالها أي قصف نووي إيراني على المدى البعيد.

وإن حدث أي قصف إيراني من هذا النوع فإنه لن يطال إلا مدنًا عربية كالرياض والإسكندرية أو بفعل تأثيره غير المباشر تحدث تغييرًا على الخارطة السياسية العربية.

وأكبر ما قد يحدثه الملف النووي للنظام الإيراني دوليًا في ظل سياسة تلك المعايير المزدوجة هو القبول بإيران نووية مهيمنة في المنطقة وقائدة لها في ظل عالم مقسم بكتل قوية مقتدرة وفاعلة متبادلة الأدوار فيما بينها مسيرة العالم وفق نظام قوى وتوابع.

وفي هذا الإطار لن يكون دور قيادة كتلة المنطقة لتركيا الأقل نفوذا وتأثيرًا والملتزمة بميثاق كتلة الناتو الجبارة، ويبدو لي أنَّ المرشح المُختار هنا هو نظام الملالي النووي الساعي إلى ذلك بالإرهاب والدم والمال والسلاح والفكر المتطرف متغلغلًا في آسيا الوسطى وأفغانستان والشرق الأوسط في لبنان وفلسطين والخليج العربي واليمن والعراق ومصر وليس بالضرورة هنا أن يكون المختار عربيًا طالما لا يملكون خيارًا وهناك من يختار نيابة عنهم عند غيابهم وانشغالهم الدائم ؟

خسر العرب لبنان والعراق واليمن وفلسطين والكثير فهل يواجهون طهران على ما تبقى من إرادة وكرامة.

 

palestinetoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طهران تنتصر على العرب بما قدَّمت أيديهم طهران تنتصر على العرب بما قدَّمت أيديهم



GMT 10:41 2019 الأربعاء ,21 آب / أغسطس

لا يعرف ألم الفراق إلا من أكتوي به ؟

GMT 04:14 2019 السبت ,20 تموز / يوليو

يحدث عندنا.. ذوق أم ذائقة

GMT 11:59 2019 الأربعاء ,20 آذار/ مارس

قرار المحكمة الصهيونية مخالف للقانون الدولي

GMT 19:24 2019 الجمعة ,04 كانون الثاني / يناير

نهوض سوريا تهديد لإسرائيل

GMT 19:20 2019 الجمعة ,04 كانون الثاني / يناير

تسارع استعادة السيطرة السورية على شرق الفرات

GMT 19:16 2019 الجمعة ,04 كانون الثاني / يناير

بنان عكس الطائف بين ثلاثة مفاهيم خطيرة... وتشوّهين

GMT 19:12 2019 الجمعة ,04 كانون الثاني / يناير

سورية والعائدون إليها

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 15:43 2020 الأربعاء ,01 إبريل / نيسان

مناخا جيد على الرغم من بعض المعاكسات

GMT 09:49 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تجنب اتخاذ القرارات المصيرية أو الحاسمة

GMT 09:51 2021 السبت ,09 كانون الثاني / يناير

عمرو موسى يؤكّد أن العمل العربي المشترك لم يفشل

GMT 13:37 2020 الأحد ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

في «طعم البيوت» نباتات الزينة لمسة جمال في منزلك

GMT 11:18 2018 الأربعاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

"الكلاسيكية العصرية" عنوان منزل بيورك في مانهاتن

GMT 17:12 2017 الأحد ,10 كانون الأول / ديسمبر

دنيا سمير غانم تهنئ نادية لطفي على التكريم وتعتذر لها

GMT 22:11 2016 الخميس ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

الاهلي يصرف 100 ألف جنيه مكافأة إلى بطلة الكاراتيه "فاروق"

GMT 00:18 2017 الإثنين ,26 حزيران / يونيو

غيغز وغوارديولا يتنافسان في إحدى منافسات الغولف

GMT 16:07 2016 الأربعاء ,19 تشرين الأول / أكتوبر

اتحاد المرأة يبحث مع التعاون الألماني تعزيز التعاون المشترك

GMT 08:52 2016 الثلاثاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

"مكسيكو سيتي" إحدى أكثر المدن أمانًا في أميركا الجنوبية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday