من يضع النقاط على الحروف
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

من يضع النقاط على الحروف؟

 فلسطين اليوم -

من يضع النقاط على الحروف

بقلم : بدر الدين الإدريسي

إن كان هناك وشمًا تركته خسارة المنتخب المغربي بياوندي أمام المنتخب الكاميروني، على صفحة القلوب، فهو بالتأكيد أكبر من أن "أسود الأطلس" واصلوا عجزهم للمباراة الـ11 على التوالي عن تروض "أسود الكاميرون"، وأكبر من أن تكون الهزيمة الثانية على التوالي منذ عودتنا من كأس أفريقيا للأمم، في الغابون، قد أدخلتنا مجددًا في متاهات الشك ومغارات الحيرة التي خنقت فينا الأنفاس ردحًا من الزمن.

الوشم الذي يؤلم هو ما ظهر على هوامش المباراة أمام الكاميرون وحتى تلك التي سبقتها أمام هولندا، من تصريحات سامة أطلقها المدرب هيرفي رونار، ولا يمكن بأي حال من الأحول المرور عليها مرور الكرام، فالكلمات بلا شك منتقاة والتوقيت مختار بدقة، ويحمل الكلام أشياء كثيرة لا بد وأن نتفطن لها، لأنها تحدد نوعية العلاقة التي ستربط رونار لاحقًا بالفريق الوطني. لو تعلق الأمر برد فعل غاضب على ما يواجه به رونار كل يوم من أسئلة تتعلق بالتوتر الكبير الذي بات يطبع علاقته بحكيم زياش، لهان الأمر ولقلنا إن رونار من حقه أن يصمد لرأيه، ومن حقه أن يأخذ من قضية زياش الموقف الذي يناسب فكره وفلسفة عمله، من دون أدنى وصاية، ولو أن اتحاد الكرة، بوصفه مًشغلاً لرونار، وبوصفه الحامي الأول لمصالح الفريق الوطني، الذي هو بيت كل الكفاءات المغربية، إلا أن النسق الذي يميز ردود فعل رونار بالحمية الزائدة وبالعداء المبطن، أخرجه عن صوابه.

أهان رونار الصحافيين المغاربة قبيل مباراة هولندا بالطريقة المستفزة التي خاطبهم بها، وهو يهم بالرد على سؤال تعلق بعدم استجابة زياش للدعوة التي وجهت له، وكرر الإهانة ذاتها بعيد مباراة هولندا، عندما هدد بالرحيل إن نحن تمادينا في مطالبته بإعادة زياش، وفي ياوندي صب رونار النقطة التي ستفيض معها الكأس، وهو يقول، تعقيبًا على رد الفعل غير المسؤولة لكل من بلهندة ودرار في أكادير، على مناداة الجماهير باسم زياش، بأنه من السهل شراء الناس في أفريقيا، فمن يا ترى قام بتأليب الجماهير المغربية على رونار؟ ومن يا ترى حرضنا كإعلاميين على مطاردة رونار بسؤال الغياب المستمر لحكيم زياش؟ وكم يظن رونار أن هذا الذي اشترى الذمم قد صرف من أجل المناداة بإسم حكيم إلى درجة أن بلهندة ودرار، من دون كل "أسود الأطلس"، أخذتهما الحمية فقررا مواجهة الجماهير بالاحتجاج اللفظي؟

اقتنعنا كمغاربة أن الفريق الوطني ما لعب مباراة سيئة في الكاميرون، وما فوت فرصة ترويض "أسود الكاميرون" إلا لأن الرجل التقني الأول، هيرفي رونار، كان عند إدارته للمباراة واقعًا تحت تأثير رجة نفسية قوية، خلطت لديه الأوراق وضببت أمامه الصورة، فجاءت إدارته التكتيكية السيئة للمباراة انعكاسًا لنفس أمارة بأحد الأمرين، إما الانتفاضة في وجه المغاربة لتذكيرهم بأنه هو الآمر الناهي داخل الفريق الوطني، ولا حق لأي كان أن يعترض على اختياراته، وإما أنه عزم بالفعل على الخروج من عرين "أسود الأطلس" لأساب لا يعلمها إلا هو، فبدأ في الاحتكاك المباشر بل والتحرش باتحاد المرة، عندما يعرضه لحرج كبير وهو يصف الأفارقة بما وصفهم، وبالجماهير عندما يعتبرهم محرضين على الفتنة في قضية زياش، وبالإعلاميين الذين بات يرهقه أن يسألوه كل يوم عن لاعب رفض تلبية دعوة الفريق الوطني.

هي إذن وضعية موجبة للنقاش والتداول بشأنها، لأن استمرارها فيه خطر على الفريق الوطني، وتهديد صريح للمجهودات الكبيرة التي بذلت من أجل إخراج الفريق من الغيبوبة، وأول من يملك قانونًا قدرة المساءلة والاستفهام عن سبب هذه الملاسنات، وعن التشويش الذي طال صورة الفريق في مباراتيه أمام هولندا والكاميرون، هو رئيس اتحاد الكرة المغربي، فوزي لقجع، الذي يراقب المشهد بدقة متناهية ويقف إزاء كل هذه البراكين موقف المسؤول الحكيم، الذي ينتظر الوقت المناسب ليضع النقاط على الحروف الساخنة.

palestinetoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من يضع النقاط على الحروف من يضع النقاط على الحروف



GMT 08:55 2018 السبت ,15 كانون الأول / ديسمبر

أحمد في ورطة؟

GMT 11:28 2018 الثلاثاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

جيل لن يخذلنا

GMT 19:27 2018 الخميس ,13 أيلول / سبتمبر

ميسور لك حبي واعتذاري

GMT 12:54 2018 الأحد ,12 آب / أغسطس

السوبر الإسباني وسيلة لا غاية

GMT 09:33 2018 الأربعاء ,04 تموز / يوليو

018 ـ 2026: ضربتان موجعتان

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 06:05 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

الضحك والمرح هما من أهم وسائل العيش لحياة أطول

GMT 22:13 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

"تحديد موعد النظر في شكوى فلسطين ضد "الفيفا

GMT 19:39 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

غياب كنكوني والعازمي عن مباراة برقان وكاظمة

GMT 12:54 2017 الأربعاء ,11 كانون الثاني / يناير

ظافر العابدين ينتهي من تصوير المسلسل البريطاني Fearless

GMT 01:45 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يبدأ الشهر مع تلقيك خبراً جيداً يفرحك كثيراً

GMT 21:53 2019 الجمعة ,11 كانون الثاني / يناير

ضعف الأظافر وتساقط الشعر دليل عن نقص الفيتامينات في جسدك

GMT 10:05 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

أسماء الأسيرات المحتجزات في أسوار سجون "الاحتلال "

GMT 11:38 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

الاستخبارات العراقية تعتقل 3 من قيادات داعش في الأنبار

GMT 19:37 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

رياض المالكي يعلن إعتراف كولومبيا بدولة فلسطين
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday